المقالات

وطن الجميع

يوم الوطن .. فرحة الجميع واحتفالاتهم, فرحة بذكرى توحيد هذا الكيان ولم شتاتهم بعد القبلية والعودة للجاهلية. فرحة بأن عمَّ الأمن والأمان بعد مظاهر الغزو والسلب والنهب.

فرحة باختفاء العداوات واستبدالها بالمحبة والتعاون والتكاتف. إنه وطن الجميع .. يشمل المذاهب المختلفة, والقبائل والعوائل المختلفة, حتى من المقيمين يشملهم.

فالوطنية حق مشروع للجميع, وحب الوطن من الجميع. يشعر بقيمة الوطن من فقد وطنه ووجد نفسه شريدًا طريدًا. يشعر بقيمة الوطن من فقد الأمن في وطنه ووجد نفسه خائفًا ذليلًا. يشعر بقيمة الوطن من حدث له مشكلة خارج وطنه، ووجد نفسه يبحث عن منقذ. يشعر بقيمة الوطن والمواطنة من يُقابل مواطنًا في بلد أجنبي؛ فيفرح بوجوده دون أن يسأل عن مذهبه أو طائفته أو منطقته أو غيرها.

إنه الوطن الذي يقول في الشاعر:

بلاد ألفناها على كل حالة 

وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن

وتستعذب الأرض التي لا هوا بها 

ولا ماؤها عذب ولكنها وطن وطن

الوطن لا يستحق منا أن نسأل ماذا قدم لنا حتى نحبه؟ ولكن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا نحن لوطننا؛ حيث يقول شوقي رحمه الله :

وللأوطان في دم كل حر … يد سلفت ودين مستحق 

الوطن يستحق منَّا الوقوف صفًا واحدًا مع قيادتنا, والدعم لأبنائنا المرابطين الذين يضحون بأرواحهم على حدود لحمايته من المعتدين, والدعم لأبنائنا الذين يضحون بأرواحهم في حفظ أمن الوطن الدخلي لنعيش في أمان. الوطن يستحق منا التضحية في سبيل المحافظة عليه, يقول ابن الرومي :

ولي وطن آليت ألا أبيعه … وألا أرى غيري له الدهر مالكا

لنفرح باليوم الوطني دون أن نشوه هذا اليوم, ودون أن نشوه احتفالاتنا بما لا يليق بالوطن. لنفرح باليوم الوطني دون أن نسمح لأحد باختطافه أو اختطاف فرحته. كل عام ووطني يملؤه الحب والأمن والأمان.

علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى