أفسدت السياسة كل شىء فى حياة الشعوب، لقد أفسدت الدين والدنيا معًا في تدخلها في كل مايخص الدول وشعوبها؛ فأصابت العلاقات بينهم وأصبحت تتعرض تلك الشعوب للعواصف والرياح على هواء تلك السياسة المزعجة فأصبحت تغير نظام أمم ودول.
أقول ذلك بمناسبة إن بعض الدول تُطالب بدافع سياسي بغيض وغريب بتدويل مناطق الحج في المملكة العربية السعودية، وهذا تدخل سافر متناسين أن السعودية هى بلد الحرمين التي اختصها الله سبحانه وتعالى بهم، وأن بيته الذي وضع للناس يوجد بها، وأن رسوله الكريم ولد بها ونزل عليه الوحي بها ودافع عنها ونشر دين الإسلام فيها ومات ودفن بها وبجواره الصحابة الكرام.
ماذا يريدون هؤلاء الشرذمة من هذه البلدة التى بها كل مقدساتنا الإسلامية؟! نعلم ونرى جميعًا ماتقوم به المملكة العربية السعودية من حشد كل طاقاتها وإمكانياتها من أجل راحة وحماية زوار بيت الله الحرام ليس في موسم الحج فقط، ولكن على امتداد مواسم العمرة كل عام. إن الرحلة التى يُشارك فيها ملايين الزوار مابين الكعبة الشريفة فى مكة وقبر الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، والوقوف على عرفات والملايين الذين تحملهم وسائل المواصلات باختلاف أنواعها في توقيت واحد ومن مكان واحد. هذه المعجزة الإدارية والتى تتم فى خلال يوم واحد والتي لايمكن أن تحدث في أى مكان آخر في العالم بهذه الدقة والأمان معًا في الوقت والزمن والأماكن مابين المدينة ومكة.
نحن نعلم جيدًا بأنها رحلة طويلة في السفر وأيضًا مابين مكة وعرفات، وكل هذه الحشود القادمة من كل بلاد الدنيا، ورغم الاختلاف في اللغة واللون والملامح والعادات إلا أنهم يجتمعون في مكان واحد، ويسيرون في طريق واحد ألا يكون هذا الإعجاز في السفر وتوفير الأمن والحماية يقدم نموذجًا فريدًا في الانضباط، والحرص والخوف على زوار بيت الله الحرام.
فلا ينبغي أن تفسد السياسة كل شىء على المسلمين ألا تكفيهم حروب الشيعة والسنة وما تتعرض له الآن شعوبهم من الموت والدمار، بل الإبادة نعلم جيدًا أن هناك أيادٍ خفية تدبر المؤامرات.
ولم يبقَ غير الدعوة إلى تدويل بيت الله الحرام الذى اختار الله مكانه؛ فماذا هم فاعلون أليس الله بواضع بيته وجعل أفئدة الناس تتجه نحو قبلته.
لقد سخرت المملكة العربية السعودية كل إمكاناتها وطاقاتها لموسم الحج أمنًا وسلامًا وطعامًا وعبادة؛ فينبغي أن يفخر المسلمون في كل مكان في العالم أجمع أن حراس بيت الله الحرام قادرون على حمايته وإدارته؛ ليبقى كما هو قبلة المسلمين في كل زمان ومكان.
أميمة العشماوي