المقالات

“قانون جاستا وأحقية المحاكمة”

تعيث الولايات المتحدة الأمريكية فسادًا في الأرض، بدءًا بالتغيير الديموغرافي للولايات المتحدة الأمريكية إبان احتلالها من قطعان أوروبا ومجرميها ، ففتكوا بسكانها الأصليين ” الهنود الحمر “، واستعبدوا من تبقى ، كما أن حملاتهم الممنهجة لجلب الرقيق من أفريقيا تحمل عناوين العار والخسة للبشرية جمعاء ، وفي عصرنا الحديث زرع الخبثاء بذرة سوء من الذين كذبوا على الله ، فقتلوا رسله وكذبوا كتبه وبدلوها وحرفوها ، فقتلوا الشعوب الآمنة ، وأفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وعاثوا فيها خرابًا وتدميرًا ، فأي الفريقين أحق بالمحاكمة ؟ فبعد التنكيل بالفلسطينيين ووضع الحواجز والحدود الزائفة بين أبناء الديانة الواحدة ، بعد هذا كله لم يشفِ غليلهم فاخترعوا القصص ودبجوا الحجج والبراهين ، فتوصلوا بطريقة أو أخرى لسقوط برجي التجارة فكان لهم ذلك ، فغزوا أفغانستان وقتلوا الأبرياء وجربوا أنواع الأسلحة الفتاكة فلم تفلح مساعيهم لأنهم يمكرون ﴿ ويمكر الله والله خير الماكرين﴾، وما تلك الصور التي نشروها من سجن “أبو غريب” إلّا عناوين واضحة لسياساتهم القذرة تجاه المسلمين ، فمن أحق بالمحاكمة ؟ ثم بدأ لهم بعد أن رأوا الفشل أن يمتد شرهم إلى قطر عربي مازالت جراحه تنزف ، فصوبوا بنادقهم نحو العراق ، فوجدوا الخونة وحميرهم بانتظارهم ففتكوا بالأبرياء بشتى أنواع الأسلحة المحرمة وغيرها ، فقتلوا ما يقارب من مليون بريء لا ذنب لهم ، ولأنهم وحوش بشرية اخترعوا ما يسمى بالربيع العربي وهو في الحقيقة الخراب الغربي للوطن العربي ، فاجتاح مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن والضحية معروفون ، فلنتساءل مٓنْ أحق بالمساءلة والمحاسبة يا تُرى ؟ على البلدان الإسلامية والعربية تدارك الوضع وإعداد ملف خاص بالجرائم الغربية من اغتيالات ومساومات وسحق للشعوب ، وتبني موقف مشرف لعودة الحقوق المهدرة والضائعة ، كما علينا أن نحاول لملمة شتات أمورنا ، وغربلة دواخلنا حتى تستبين الطريق ويتضح المنهج ، وعندما نحقق ما نريد سينقلب قانون “جاستا”ويعاود أدراجه خلف المحيطات للبحث عن تربة خصبة يتمدد فيها ويهنأ بعيشها.

د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى