(مكة) – متابعات
يسمح مشروع قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» «جاستا» لضحايا هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة العربية السعودية لدعمها المزعوم، غير المثبت، لخاطفي الطائرات التي استخدمت في الهجوم على مبنى التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأمريكية، بحسب تقرير نشرته النسخة «هافينغتون بوست».
وصمم الكونغرس الأمريكي، يوم الأربعاء الماضي، على تمرير قانون مقاضاة السعودية، وذلك بعدما أبطل «الفيتو الرئاسي» الذي استخدمه الرئيس باراك أوباما، إلا أن الخوف من رد الفعل العكسي المُحتمل ضد الولايات المتحدة دفع بقادة الحزب الجمهوري إلى البحث عمن يلومونه، ويبدو أنهم استقروا على أوباما.
المُعارضون قد قالوا، إن مشروع القانون يَرضخ لأصحاب نظرية المؤامرة وأنه سيزيد من احتمالية مساءلة الولايات المتحدة قضائياً من قِبَل الدول الأخرى بسبب الأفعال التي قامت بها، مثل قتل المدنيين في هجمات الطائرات.
الفيتو الرئاسي
وصف البيت الأبيض هذا الإبطال لـ«الفيتو الرئاسي» بأكثر الأمور التي قام بها مجلس الشيوخ الأمريكي إحراجاً منذ عقود، حتى أن الـ28 نائباً الذين ساعدوا على تمرير أول رفض لـ«فيتو رئاسي» في فترة رئاسة أوباما، أرسلوا لقادتهم يوم الخميس قائلين إنه ربما يجب أن تكون هناك تغييرات.
من جانبه، ألقى زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونل باللوم الجزئي على أوباما، إذ صرح للصحفيين قبل تعليق أعمال الكونغرس حتى بعد الانتخابات قائلاً: «كان ذلك بالنسبة لي مثالاً جيداً لفشل التواصل المبكر بشأن العواقب المُحتملة للتشريع، وبحلول الوقت الذي بدأ فيه الجميع بالتركيز على بعض عواقبه المُحتملة، كان الأعضاء قد اتخذوا مواقفهم بالفعل».
وأضاف مكونل: «كنت أتمنى لو أن الرئيس – أكره إلقاء اللوم عليه في كل شيء وأنا لا أفعل ذلك الآن – ولكن كان الأمر ليكون مفيداً، لو تناقشنا حول ذلك الشأن قبل الأسبوع الماضي».
غياب البيت الأبيض
أما عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري ويب جون كورنين (من داعمي مشروع القانون)، فكان أشد قسوة يوم الأربعاء، بينما كان زملاؤه يعربون عن شكوكهم.
وقال كورنين للصحفيين: «الغريب بالنسبة إليّ هو انفصال البيت الأبيض عن كل ما يحدث في العملية التشريعية. كانوا غائبين طوال سير تلك العملية».
إلا أن هذا ليس كل شيء، قبل بداية تصاعد النقد العالمي لمشروع قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب»، اتهم الجمهوريون أوباما بمحاولة إيقاف مشروع القانون الذي يقلقون بشأنه الآن، وكان كورنين نفسه غاضباً من ذلك وهو ما عبر عنه في أبريل في مجلس الشيوخ قبل ذهاب أوباما لمقابلة السعوديين.
قال كورنين: «يبدو أن الإدارة تعمل على إبطاء مشروع القانون ومنعه من المضي قدماً قبل زيارة أوباما للرياض، أتمنى أن يقضي أوباما ومن معه وقتاً وجهداً إضافياً في العمل معنا بشكل حزبي كما يعملون ضدنا لمنع ضحايا الإرهاب من الحصول على العدالة التي يستحقونها».