المقالات

المختصر في حكاية ماجد وحسين

 من يحب النصر يجب ألا يفضّل حسين عبدالغني عليه أو يجحد ما قدمه حسين منذ انتقاله للعالمي. وعليه أيضًا أن يستكشف بوضوح مغزى تصريح أسطورة الكرة السعودية ماجد عبدالله حول أداء حسين واقتراحه تعيين كابتن آخر غيره لقيادة النصر.

ماجد لم يتكلّم من فراغ، أو بسبب غيرة وخوف على تاريخه كما ادّعى البعض، فماجد أكبر من أن يُفكر في هذا الأمر السطحي والساذج، والجميع يعلم أن محبته راسخة في قلوب كافة محبي الكرة السعودية وليس النصر فقط. وماجد لم يتكلّم قبل بداية الموسم أثناء المعسكر، إنما تكلم بعد أن شاهد الجميع بأم أعينهم تصرفات حسين غير المنطقية ككابتن منذ بطولة تبوك الدولية، والتي أثّرت على مستواه الذي لا يُقارن أبدًا بما كان يُقدمه في السنوات الماضية. تخيلوا مثلًا.. لو كان حسين رائعًا في قيادته للفريق ومتألقًا في عطائه، هل كان ماجد سيقول نفس تصريحه؟ حسنًا.. ارجعوا بذاكرتكم إلى الوراء وتحديدًا في عام 2013 في مباراة النصر أمام الفتح والتي طُرد فيها عبدالغني لمشاغبته، وكاد النصر يخسر تلك المباراة لولا تألق السهلاوي الملفت آنذاك.. وقتها كان ماجد هو أحد محللي تلك المباراة وقالها صراحة.. إذا استمر حسين بهذه التصرفات فسيضر الفريق وعلى إدارة النصر البحث عن كابتن بديل، وهو تصريح حاد ومشابه تمامًا لتصريحه الأخير.

في تلك الأيام، غاب حسين عن مباريتين بسبب الطرد، وحل طيّب الذكر محمد نور قائدًا للفريق، وقدم النصر مباراتين رائعتين في المستوى والنتيجة وحسن التنظيم، ليعود مرة أخرى حسين قائدًا للفريق ويستفيد من نقد ماجد البناء ويقود الفريق مع زملائه لتحقيق بطولة الدوري.

ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هنا.. هل عاند ماجد آنذاك وأصر على رأيه بأن حسين ليس بالقائد المناسب؟ لا لم يفعل، بل أثنى عليه وشد من أزره؛ لأن حسين استفاد من نقده البناء والهادف وعاد قائدًا رائعًا.

إنه سيناريو يتكرر هذه الأيام.. ولذا أقول أن الكرة في ملعب حسين، فهو إذا رجع كما كان.. قائدًا رائعًا ونجمًا متألقًا، فسيجد ماجد أول الفرحين بذلك وأول المطالبين بدعمه ودعم الفريق.

هذه هي الحكاية باختصار.. وهي لا تستحق ما يُطرح الآن من اجتهادات وجُمل من القيل والقال، والتي إن كثرت وزادت فالمتضرر الوحيد هو النصر وعشاقه وما أكثرهم محليًّا وعالميًّا.

 د. علي عثمان مليباري

كاتب وباحث أكاديمي، إعلامي وناقد رياضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى