الإسناد من الجذر الثلاثي (س ن د):
ويعني الرفْــع،،، والإسنادُ في الحديث: رفْعُه إلى قائله. وقال صاحب اللسان:
السَّنَدُ ما ارتَفَعَ من الأَرض في قُبُل الجبل أَو الوادي والجمع أَسْنادٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك وكلُّ شيءٍ أَسندتَ إِليه شيئاً فهو مُسْنَد وقد سنَدَ إِلى الشيءِ يَسْنُدُ سُنوداً واستَنَدَ وتسانَد وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه ويقال سانَدته إِلى الشيء فهو يتَسانَدُ إِليه أَي أَسنَدتُه إِليه قال أَبو زيد: سانَدُوه حتى إِذا لم يَرَوْه شُدَّ أَجلادُه على التسنيد.
وما يُسْنَدُ إِليه يُسَمَّى مِسْنَداً وجمعه المَسانِدُ وقال الجوهري: السَّنَدُ ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح والسَّنَدُ سنود القوم في الجبل وفي حديث أُحُد رأَيت النساءَ يُسْنِدْن في الجبل أَي يُصَعِّدْن.
وسند الطاولة أو أسندها أي رفعها ، او رفع إحدى قوائمها ليكون استنادها على الأرض مريحا ومستويا غير قلق.
وقال ابن فارس في المقاييس: السين والنون والداء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على انضمام الشيء إلى الشيء. يقال سَنَدتُ إلى الشيء أَسْنُدُ سنوداً، واستندت استناداً. وكان الأوْلى به أن يقول: ( يدلُّ على الانضمام والرفع).
والحديث الشريف يتألف من السند والمتن، فالسند هو سلسلة الرجال الذين يرفعون الحديث الى مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتن هو ألفاظ الحديث الشريف.
فمثلا حين نقول: روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه أنَّ رسول الله قال:
((لا يرثُ القاتل))، فالرواة هم الإسناد أو رجال السندز
وتوصف أمتنا الإسلامية العتيدة بأنها أمة إسناد. ويتفرع عن ذلك وجوب الصدق في نقل المعلومات والأخبار، لذلك قالوا:
إنْ كنت ناقلا فالصحة، أو مُدَّعيا ًفالدليل.
ولكن لماذا نطالب الناس بذكر المصدر في نقولاتهم وكتاباتهم؟؟
أي”التثبت من الأدلة وذكر المصدر ونسب الكلام إلى قائله”؟
قال الإمام ابن عبد البر القرطبي رحمه الله :
يقال إن من بركة العلم أن تضيفَ الشيء إلى قائله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
فمن اراد ان ينقل مقالة عن طائفة :
فليسمِّ القائل والناقل، وإلا :
(فكل أحد يقدر على الكذب)
قال ابن المبارك -رحمه الله- :
الإسناد من الدين ولولا الإسناد
(لقال مَنْ شاء ما شاء) ، ومثل هذا القول يُنسب الى سيدنا عمر رضي الله عنه.
وقد بوَّب الإمام مسلم في صحيحه بابا َ بعنوان “الاسناد من الدين”.
ومن المعاصرين قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -:
إننا في عصر كثر فيه المتكلمون بغير علم
ولهذا يجب على الإنسان ألا يعتمد على أي فتيا، إلا من شخص معروف موثوق.
———————حاشية:
[الجامع (٢/٩٢٢)]
{منهاج السنة /(518/2)}
{منهاج السنة /(518/2)}
لقاء الباب المفتوح :16/32 للشيخ ابن عثيمين.
*وقد أبدع شاعر النبط الحوراني الشيخ سعيد الحلقي في قصيدة له يناوئ بها عشيرة عنزة وشيخهم في منطقة حوران:
ظلّكْ بدربك لا تقرب عالسنود *** حنا جبال وما عمر سيل جانا
أي ابقَ في طريقك ولا تقترب من المرتفعات، أو تطاولنا فنحن كالجبال لا تدركنا السيول .
وذلك في قصيدة نبط في الفخر، من عيون الشعر العربي لا يفوقها أو يدانيها إلا قصيدة عمرو بن كلثوم، معلقته، في هجاء عمرو بن هند المشهورة !!!
د. محمد فتحي الحريري
تعليق واحد