تتشدق الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية بأنظمتها الديمقراطية والمثل العليا والقيم الإنسانية كالحرية، والمساواة، والعدل، واحترام الآخر، ونراها لا تتورع بممارسة الإرهاب الدولي بتنفيذ مشروعها التدميري الشبه الشامل، تحقيقًا لمخطط مشروع التقسيم في الثمانينيات منذ عهد الرئيس كارتر الذى وضعه “برنارد لويس” المستشرق الأمريكي بتفكيك البلاد العربية والإسلامية, ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين ليقاتل بعضهم بعضًا، لتعلن بعدها وزيرة الخارجية السابقة (كونداليزا رايس) عن تنفيذ (الفوضى الخلّاقة).
ولجأت أمريكا لنشر شرها وبث سمومها في منطقه الشرق الأوسط؛ تحقيقًا لأغراضها المشبوهة فتم صناعة داعش بعد القاعدة، ومولتها وساهمت في تنمية قوتها التي لا تزال حتى اليوم تهاجم المدن بقوات ضخمة؛ لتنفذ أجندتها الاستخباراتية وتكون وسيلة لتدخلها العسكري في الدول العربية لتمارس سطوتها بالقتل والتدمير والتخطيط بتغذية الطائفية؛ مستثمرين حقد إيران الدفين, وكراهيتها المتأججة وحلمها الفارسي ضد العرب والمسلمين لتكون المنطقة ملتهبة منفجرة لإضعافها والسيطرة على ثرواتها، وتكون حقلًا للتجارب لأسلحتها وصواريخها المدمرة في عالمنا العربي مما نتج عنه إبادة جماعية بمئات الآلاف وشتات قسري للشعوب بالملايين؛ لتزهق أرواحها ما بين ألم وامتهان، وغرق وحرق، وترويع وتجويع.
ساعدها انقسامنا وعدم الإيمان بقدراتنا وإمكاناتنا وثرواتنا الاقتصادية والبشرية، وتحقق للطغاة سحق وذل العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه وأصبحت تضاريس المجتمعات العربية يسودها عنف وإرهاب وفتن وتطرف، وثورات، وضعف، وقهر منغمس في الذل والمهانة وصراع دموي عنيف، مدمر في الشام والعراق ولبنان واليمن وليبيا، ومصر، والصومال.
وكثفت مؤامراتها المسنودة من مواقف القوى الكبرى والإقليمية والأمم المتحدة؛ لزعزعة وتقسيم العالم العربي والإسلامي، وابتزازه
في خضم هذا النفق المظلم الطويل، نريد طريقًا للخروج بكل الوسائل الشرعية، والعقلية الممكنة.
إنها تحديات صعبة، ولكنها ليست مستحيلة إذا وجدت الروح الوثّابة المنفتحة، المؤمنة بتوحيد الصف وجمع الكلمة, ونبذ العصبية المقيتة وشعار التخاذل كتلا ومجموعات، ورفض الأساليب الخبيثة والإملاءات الديكتاتورية من الإدارة الأمريكية، كما يتطلب الأمر من المفكرين والمثقفين والعلماء والإعلاميين بذل كل جهد وطاقة وتسخير إمكاناتهم، والتصدي بحرب للأفكار المشوهة والدعوات الضالة المنحرفة ومحاربة من يتبناها ويدعو لها من دول أو من ذوي النفوس المريضة والضعيفة والمختلة، والمصالح الذاتية تحت شعائر هدامة.
ولابد من التنسيق الموحد لتحقيق أهدافنا المنشودة؛ لرأب الصدع لإعادة قوتنا وأمجادنا المسلوبة.
نستطيع أن نضع خطواتنا على أول الطريق للوصول إلى الاستقرار والأمان، ودفع عجلة الأمان والطمأنينة والاستقرار، والتنمية إلى الأمام ؟!
ومضة:
يا دولة من بقايا الظلم طاف بها
عادي الفناء فأمسى نجمها غربا
كتبت فابدعت دكتور عايض
الحقيقة مقال يحتاج ان تقراءه اكثر من مره
سلمت يمينك ايها المتألق