في يوم المعلم سأحكي لكم قصة..
بالأمس القريب عرفتها..
دمعت لها عيني..
وفرح لها قلبي..
وطربت لها نفسي..
شاب سعودي..
تخرج من تخصص الحاسب الآلي..
يعمل مهندسًا في وزارة التجارة والصناعة..
كان ولازال متقد الذكاء..
عظيم الأداء..
جميل النقاء..
حضر الشاب مناسبة اجتماعية..
فيها عدد كبير من الأصحاب القدامى..
وفيها بعض معلميه..
وبينما هم جالسون..
يتذاكرون..
ويتضاحكون..
استأذنهم..
ووقف أمامهم ليحدثهم..
قال لهم:
تخرجت ولله الحمد من دراستي..
وانتقلت إلى حياة العمل..
وكلي نشاط وجدية..
وقبل أيام..
فوجئت وأنا الموظف الصغير..
باستدعاء لي من الوزير العجيب..
معالي د.توفيق الربيعة..
دهشت من هذه الدعوة..
فمقامات المناصب بيننا شاسعة..
لكن عين لطفه وألمعيته اخترقتها حتى رأتني..
حدثني حديثًا مشوقًا..
وشجعني تشجيعًا مدهشًا..
فكان موقفًا لا ينسى..
لم ينتهِ العجب..
فلا زال للدهشة بقية..
قال الوزير له:
من المعلم الذي تدين له بنجاحك في حياتك؟!!..
هنا..
التفت الشاب الألمعي بعينيه صوب أحد الجالسين المنصتين له وهو يشير له بيده ويقول:
قلت له يا معالي الوزير..
أعظم الناس فضلًا عليّ فيما أنا فيه معلمي الكبير الذي لم تفارقني كلماته..
ولم يغب عن ناظري اهتمامه..
وبقيت في نفسي آثاره..
إنه معلمي الذي أفخر به دومًا..
الأستاذ يزيد آل درعان الدوسري..
فالتفت الحضور نحو المعلم مغتبطين..
بينما هو في دهشة لا يوازيها دهشة..
وفرحة لا تبلغها فرحها..
ومسامعه تتلقى عبارات الثناء الجميلة والدعوات الصادقة..
ولا زال للدهشة بقية..
أخرج الشاب شهادة شكر وعرفان كتبها الوزير العظيم الإنسان د.توفيق الربيعة..
نعم..
كتب رسالة حب وتقدير لهذا المعلم باسمه..
يشكره أن كان سببًا لتخريج طالب مميز وناجح جدًا ينفع مجتمعه بإبداعاته..
عبّر فيها الوزير بما جعلها عند المعلم أعظم رسالة تلقاها في حياته..
ولم يفرح بشيء كما فرح بها..
ولا زال للدهشة بقية..
كان عمل أبي محمد يزيد آل درعان الدوسري وكيلًا للمدرسة..
ومع ذلك كان له هذا الأثر العظيم..
ولا أشك وأنا ألتقيه وأسمع منه كم هو راقٍ وفاضل وعظيم..
لو قسّمت روحه الوثّابة والمخلصة على أهل وزارة التعليم لتغير واقعنا..
ولسبقنا العالم..
ولرأينا كل أبنائنا كما هو هذا الشاب الذي أبهر وزيره..
فوالله إني لفي عجب..
لا أدري بم أنذهل..
أبوكيل يبلغ أثره على طلابه كما بلغ في قصتنا..
أم وزير لا تنقضي أخباره العظيمة..
أم شاب ريان العود يصل بإبداعه وعمله في أيام يسيرة؛ ليراها وزير في مقامه وانشغاله..
لكنني علمت أن مجتمعنا مليء بالخير..
مليء بالكرام..
مليء بالوفاء..
مليء بالحب والمحبين الصادقين..
وها أنا في يوم الوفاء أرسل للطالب المبدع الذي لا ينسى من صنع في نفسه شيئًا مختلفًا..
وللمعلم الجليل الذي لا يغفل عن أقل التفاصيل في نسيج عمله الجميل..
وللوزير العظيم الذي عرف منزلة المعلم وهو في أبعد موقع عنه؛ لأنه يعرف المقامات العالية..
فأقول لهم جميعا..
بورك مجتمع فيه أمثالكم..
وقول كذلك لأنفسنا ومن يقرأ كلماتي..
تذكر معلمًا كانت له بصمة عظيمة لا تنساها وأرسل له دعوة في ظهر الغيب..
وليحظ منك باتصال تسمعه أجمل الكلمات..
وحدث من حولك عنه..
واكتب لو استطعت عنه وانشر عبيره..
حتى يعلم الناس أنه ليس شيء مثل المعلم..
0