لم تأتِ مقاطعة شركات الاتصالات المشغلة في المملكة ، والتي بدأت مؤخراً إلا بعد أن اتفقت الشركات الثلاث على وقف خدمات النت المفتوح ، هذا غير منع البرامج التي فيها اتصال مجاني ، ولا تعلم شركات الاتصالات ، ومن وراءها هيئة الاتصالات أن برامج الاتصال المجانية في ازدياد ، وهي كانت بالفعل مفاجأة لكل الناس دون سبب مُقنع على الأقل ممكن أن يقتنع الناس به نوعاً ما ، لكن أن تُلغى خدمات النت المفتوح ، والذي تعود عليه الناس من سنوات طويلة ، وهو برسومهم ، ومن حُر مالِهم ، وهي بمَبالِغ ، مُبَالَغ فيها مُقارنة مع رسوم تلك الخدمات وغيرها في دول مجاورة من نفس بعض الشركات المُشغلة في السعودية ، ما يؤكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن الأسعار في السعودية دائماً ما تكون مُدبلة لـ ثلاث أو أربع مرات ، وإن شِئت ، فقل أكثر !!
وكي لا يكون كلامي مُرسلاً أود أن أذكر أن إحدى الشركات المُشغلة ، وهي ثالث أقوى شركة مشغلة بالمملكة ، لديها عرض لـ شريحة بيانات في السعودية لباقة 200 قيقا بـ 299 ريال !! نفس العرض ، لنفس الشركة في دولة الكويت الشقيقة يُعادل 37 ريال سعودي !! أرأيتم ذلك التفاوت الكبير في الأسعار ..؟! لماذا نرى أسعار الشركات المشغلة في السعودية غالية جداً في السعودية ، وبالمقابل رخيصة جداً في دول مجاورة ، كدول الخليج ، والمثال السابق يُمثل ذلك الرخص في تلك العروض ، ولأكثر من شركة ، إذن أين دور الجهات الرقابية كهيئة الاتصالات على تلك الشركات حينما ترفع أسعارها ..؟! مع الأسف ، دور غائب لا وجود له !!
وخِتاماً .. عوداً على بدء ، أقول أن الحملة التي مازالت مُستمرة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ، لم تأتِ من فراغ ، فيبدو أن صبر الناس نفد من سوء خدمات تلك الشركات المشغلة ، والارتفاع الجنوني لأسعارها مقارنة بأسعار دول الجوار ، دون أن نجد جِهة رقابية تردعها ، لا من هيئة الاتصالات أو أي جهة رقابية أخرى تكون ممثلة للحكومة ، خاصة بالقطاع الخاص تراقب أداء شركات الاتصالات حتى ترحم الناس من لهيب تلك الأسعار المُرتفعة جداً ، إضافةً إلى سوء الخدمات ، فالناس لم تعد تحتمل تصرفات تلك الشركات ، فيكفيهم ما يكفيهم مما يعانونه في حياتهم العامة من غلاء الأسعار في كثيرٍ من الاحتياجات اليومية ، كالغذاء والكساء وغيرهما ..!! تُرى .. هل تصمد تلك الحملة حتى تتغير سياسة شركات الاتصالات من جهة الأسعار وتحسن الخدمات ، أم أنها لا تُبالي بمثل تلك الحملات ، طالما لا تجد جِهة رقابية تردعها ، وتُحاسبها ؟! لكن بلا شك سلاح المقاطعة قوي ، متى ما استمر حتى لو طال نَفَسْ تلك المُقاطعة ، حتى تؤتي أكلها كاملةً غيرَ منقوصة ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه ..
ماجد الحربي / كاتب صحافي