المحلية

العميد رمضاني: إهمال المريض النفسي وعدم معالجته جريمة

(مكة) – أحمد الكناني

لا تزال ردود الأفعال على جريمة القتل التي شهدتها مكة المكرمة وراح ضحيته أب على يد ابنه مستمرة.

وفي تعليقه على هذه الجريمة قال مدير شرطة العاصمة المقدسة السابق، العميد متقاعد عبد الله يوسف رمضاني، إنه خلال الفترة الماضية سمعنا عن جرائم تقشعر لها الأبدان ، منها جريمة الزوج الذي قتل زوجته وأطفاله ، والزوجة التي قتلت زوجها.

وأضاف رمضاني أن القاسم المشترك بين هذه الجرائم إنهم يعانون من أمراض نفسية وعقلية بلغت حد الانهيار النفسي ومراحله الحرجة؛ مما قادهم لارتكاب جرائمهم . وخلف هذه الجرائم جناية أكبر ارتكبها أهل وذوي هؤلاء الجناة.

واعتبر رمضاني أن هؤلاء الجناة هم في الواقع – مجني عليهم ،مشيرا إلى التقاليد التي تمنع الكشف عن مرض أحد الأقرباء في الأسرة نفسيًّا ، حيث تعتبر الأسرة أن مثل هذا المرض عيب وفضيحة ، وأن هذا العيب وتلك الفضيحة تمس الأسرة أو العائلة وتؤثر سلبًا في قيمتها ومكانتها الاجتماعية ونظرة الآخرين إليها.

يضيف رمضاني أنه من جراء هذا المفهوم الخاطئ تتضامن أسرة المريض النفسي لإخفاء حالته المرضية والتكتم عليها، ومن ذلك عدم عرض المريض على الطبيب النفسي في “عيادة الطب النفسي” وحبس المريض داخل غرفة في البيت حتى تتضاعف الحالة ويستشري المرض.

وأشار رمضاني إلى أن سبب الاعتقاد غير السليم بأن المرض النفسي تتمحور عوامله في عامل سببي هو “الوراثة ” وإن ذلك قد ينعكس على فتيات الأسرة فيحجب العرسان عنهن ، ويكون سببًا في رفض تزويج شبابها ، مؤكدا أن علم النفس والطب النفسي تجاوز هذا المفهوم الخاطئ وأثبت يقينًا أن للأمراض النفسية والعقلية عوامل عدة أخرى غير الوراثة منها العوامل الممهدة، وعامل خبرات الطفولة، وعوامل معززة مباشرة، وعوامل ترتبط بأمراض عضوية فكثيرًا ما يكون المرض النفسي نتيجة أساس عضوي كتلف النسيج العصبي وتصلب الشرايين.

كما أشار رمضاني إلى أسباب أخرى قد تكون لتعاطي المخدرات، وقد يكون أساس المرض النفسي عوامل لصدمات نفسية أو اجتماعية.  معتبرا أن المرض النفسي ابتلاء وقدر من الله له أسبابه وله علاجه تماما مثله مثل الأمراض الجسدية العضوية ” أمراض ..الأمعاء والمعدة والقلب والكلى والعيون والأنف والحنجرة والكبد …الخ “، وكما لا عيب ولا فضيحة في هذه الأمراض العضوية ولإعلان عنها ومراجعة العيادات الطبية المتخصصة في علاجها، وعيادة أو زيارة المريض بها مع باقات الورد وعلب الحلوى؛ كذلك الحال تماما بالنسبة لأمراض النفس وعياداتها الطبية .

مطالبا في نفس الوقت أن نبث الوعي بأهمية العلاج النفسي، والتحذير من أن إهمال المريض النفسي وعدم إحاطته بمشاعر الحب ومعالجته …جريمة بمعنى الكلمة؛ لأن الإهمال والتستر على المريض النفسي تضاعف المرض وتدفع المريض بالتالي للاستجابة لنوبات الهلاوس البصرية أو الإيحائية، فتدفعه إلى العدوان حتى درجة أنواع الاعتداءات وحتى للقتل.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. فعلا اتضح لنا أن العميد رمضاني لديه ملكة مميزة في الكتابة فقد برع في وصف المرض النفسي وكانه طبيب نفسي، كما انه لامس الجراح ووضع يده على المشكلة ووضع الحلول لها.
    هنيئا لكم صحيفة مكة بهذا التميز والريادة في طرح الموضوع باسهاب وموضوعية.

  2. يا سيدي الدكتور رجب .. أخجلت تواضعي – هذا من لطفك ونبلك حفظك الله ،

  3. صدقني سعادة العميد انتم علم، وما قلته في حقكم شيئ قليل جدا.
    سلمت اناملكم حفظكم الله ورعاكم وجعلكم لنا ذخرا ونبراسا نقتدي به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى