‬وزارة الحج والعمرة ونسائية أرباب الطوافة

دأبت وزارة الحج منذ سنوات طويلة على دعم القيادات النسائية في مؤسسات أرباب الطوافة التي تشمل(المطوفين والإدلاء والزمازمة والوكلاء)؛ حيث أفسحت الوزارة المجال لتفعيل خدماتهن في موسم الحج وإعطائهن الكثير من الفرص لإظهار مهاراتهن في التجديد وقدرتهن على الإبداع، بما يملكون من رصيد ذاخر من المفاهيم والمعارف والممارسات العملية، وقد اهتمت الوزارة مشكورة بتثمين تلك المبادرات واللجان بتكريم المتميزات في مؤسسات أرباب الطوافة في حفل بهيج نهاية كل موسم حج؛ وذلك تقديرًا لتلك الجهود ولدفع السيدات إلى مزيد من العمل المبدع الدؤوب.
وقد كانت المطوفات قديمًا يعملن بصورة فردية تطوعية مع عائلاتهم في خدمة الحجيج منذ مئات السنين أي منذ نشأة هذه المهنة العريقة، الآن فإن أعمالهن -بفضل الله- أخذت الصفة الرسمية منذ خمسة عشر عامًا تقريبًا؛ حيث كان لمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية قصب السبق في إنشاء قسمًا نسائيًّا دائمًا ولجان موسمية عديدة تقودها عدد كبير من المطوفات منذ عام ١٤٢٣هـ، ثم تتابع تشكيل اللجان في باقي مؤسسات أرباب الطوافة، والجدير بالذكر أن لهذه اللجان العديد من الأنشطة والفعاليات المنشورة والمسجلة عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية محليًّا وعالميًّا، وقد ساهمت في الآونة الاخيرة مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار هذه الأعمال والتعريف بها بشكل كبير، مما يلقي على العاملين في هذه البرامج والمؤسسات ووزارة الحج والعمرة الكثير من المسؤوليات يستوجب معها ضرورة النظر في أهمية الدور وثقل المسؤولية، فقد تحولت أعمال هذه اللجان الداخلية التطوعية إلى أعمال خارجية معلنة يشهدها القاصي والداني، لذا من الجيد أن تنظر الوزارة في الدراسة التي تم رفعها سابقًا التي تهدف إلى توحيد أعمال اللجان النسائية بين المؤسسات من خلال برامج مقننة وأهداف ممنهجة وتوصيف شامل للمهام والإمكانات والمهارات اللازمة لكل مهمة، كما أنه تم إعداد دراسة العام الماضي لمؤسسة الدول العربية؛ حيث عملت مستشارة لسعادة رئيس مجلس إدارة المؤسسة للدراسات والتطوير شملت الدراسة آلية تطوير اللجان النسائية في المؤسسة، واستحداث لجان جديدة تتماشى مع الحاجات المتجدده لضيفات الرحمن، وآلية ترشيد النفقات وتنظيم بنود الصرف، مع توصيف شامل للمهام وتحديد للإمكانات المطلوبة وتصور حول برامج التدريب التطويرية المقترحة، كما شملت الدراسة أيضًا تصورًا شاملًا لإعادة هيكلة القسم النسائي الدائم في مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية، وتقييم مستوى أدائه وآليات التطوير والتحسين اللازمة له، هذا ويعمل فريق تطوعي مكون من نخبة من المطوفات الخبيرات يمثلن جميع مؤسسات الطوافة منذ عدة شهور على العديد من الدراسات والمقترحات التطويرية التي ستبلور خلاصة خبراتهن وممارساتهن وإخراجها في هيئة برامج شاملة لجميع نواحي التطوير المأمولة للمهنة، كما ستعكس تلك الدراسات درجة وعيهن ومعرفتهن بدقائقها ورؤيتهن حول مستقبلها، وسيتم رفع هذه الدراسات قريبًا -إن شاء الله- إلى معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بنتن -حفظه الله-؛ حيث يتلمس الجميع حرص معاليه على تسخير جميع الإمكانات لدعم كل ما من شأنه الرقي بالخدمات المقدمة للحاج و المعتمر؛ وذلك تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله و رعاه-، فشكرًا لنسائية أرباب الطوافة القديرات هذه المبادرات الرائدة، وشكرًا وزارة الحج دعمك اللامحدود للسيدات الذي كان نتاجه هذه الأعمال الراقية.

د. وفاء عبدالعزيز محضر