تمضي الأيام والليالي سريعًا، وكذلك الشهور والأعوام، وتلك حكمة الله وإرادته، ونحن لا حيلة لنا في ذلك ولا قوة.
وها هي شمس عامنا الهجري الجديد 1438هـ قد أشرقت، لنستقبل عامًا جديدًا نرجوه حافلاً بالحب والتفاؤل والأمنيات، وأن يكون مليئًا بالطاعات وفعل الخيرات.
عام نكتب فيه صفحة الحاضر ونرسم المستقبل بأن نجتهد في تحديد ما نحتاجه وما نرغب في تحقيقه بما يُرضي الله عز وجل ويتوافق مع طاعته.
ومع مطلع العام الجديد يطل علينا شهر محرم، وهو أحد الشهور التي عظم الله شأنها، وخيرات هذا الشهر كثيرة ووفيرة، أبرزها صيام اليوم العاشر منه، ويعرف بيوم عاشوراء، ذلك اليوم الذي أنجى الله فيه نبيه موسى – عليه السلام، ولذلك صحت السنة بفضل صيامه عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال ابن عباس رضي الله عنهما: “قدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك الله فيه فرعون وقومه، فنحن نصومه شكراً لله، قال: نحن أولى منكم بموسى، فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه”.
ولقد رُوي أيضًا عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام أنه قال ”صيام عاشوراء احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”
ووفقاً للسنة النبوية الشريفة، فإنه يستحب صيامه وصيام يوم قبله أو يوم بعده، وعن هذا يقول الشيخ عبدالله المنيع، عضو هيئة كبار العلماء، أن من صامه وصام يوماً قبله ويوماً بعده فقد أخذ بكمال الاستحباب، حيث وردت الروايات عن رسول الله بذلك. وكان السلف الصالح رضوان الله عليهم حريصون على صيام يوم عاشوراء لما له من فضل عظيم.
نسأل الله بفضله ومنه وكرمه أن يوفقنا جميعاً في اغتنام فرصة يوم عاشوراء بالصيام، وإخلاص العمل لله، والإكثار من الدعاء فيه، وأن يرزقنا العمل الصالح والعلم النافع.
د. علي عثمان مليباري
كاتب وباحث أكاديمي