طفولتي البائسة…
طفلة تبكي داخل أضلعي …
حاملة دميتها الصغيرة..
تمتزج مشاعرنا سوياً ..
فتصبح تارة طفلةً شقيةً تزعجني أحياناً
واشفق عليها تارة …
وتارة تريد المرح في كل الأرجاء ..
أتألم لأجلها وأدعها تمرح هي وتلك الدمية ذات الملامح الحزينة …
وكأنها مشفقة على من تحملها في كل حين..
فهي تعرف أسراراً وحكايات ..عن أيام تلك الطفلة التعيسة ..
فهي ترتدي ذات الفستان الممزق ، ذاته التي ترتديه الطفلة البائسة ..
فقد استنسخت تماماً ما عليه صديقتها الشقية ..
فهي عندما تركض ترتطم في كل شيء…
وتصرخ تارة خائفة ولكن بلا صوت …
أنظر إليهما رغم تعاستهما إلا أنني أوجس إنهما يحملا احلاماً وطموحات …
وأنا أعي وادرك ما بداخلهما من لوعة ومن حرمانٍ و بذور أُمنيات لم تتحقق ..
وسأطلق لهما العنان، ليسعدا قليلاً وأعوضهما عن ذلك الحرمان الذي مضى ، فهما في داخلي ، أشفق عليهما لأنهما يحدقان بي بأعينهما المنكسرتان ..
مع بقايا دموع هاطلة لم تجففها الأيام وملابسهما التي يرتديانها أعواماً وأعوام
وهي ممزقة بالية …
وشعر ذا لون باهت وأطراف بالية من الإهمال وحدة الزمن…
أُحاول معانقتهما لكنهما يلوذا بالفرار ..
كلما أحاول احتضنهما يهربا بعيداً عني … أريد أن أجملهما وأزينهما لكنهما يمانعان في كل مره…
أودعهما عندما يرحلا وعيناي تملأها الدموع ، وأنا عنهما أخفيها حتى لا يزدادا انكساراً و خيبة أمل
أظلُ أنتظرهما على شرفتي وأعد الساعات والدقائق وأحترق على ثوانيها وأنا على ثقه أنهما سيعودان لي ، ويخبراني ما حدث معهما..
بتداخل اصواتٍ بريئة لا تسمعها إلا من هم في سنهما
أستمع لهما بتمعنٍ وقوة إصغاء ، وأقلب ما في نفسي من افكاراً تلوح في أفقي ، تراهما متفقة أنهما يشعران بالأمان في جواري …
“تقبلا وضعهما كما هو” لا يضايقني
وجودهما معي في كل مرة ..
في كل موقف اواجهه .. يزداد أتساعاً، يأخذني بين آهٍ وآه
وأنا بهما راضية
ولمَ لا أرضَ ؟
وهما ذكرياتي البائسة الجميلة..
التي تجسدت في طفلتي الصغيرة ودميتها الحزينة…