من يتابع يوميات السياسة العربية يصيبه صداعا ودوارا مزمنا فبين متاهات الأخبار المتناقضة والأنباء المختلفة والمتخالفة وصراخ التنديد والشجب والعويل المستمر بين هذا وذاك تضيع قضايانا العربية، ويتجه واقع السياسة العربية إلى أفق مسدود بسبب ضعف السياسة العربية وتغول الشرق والغرب.
وفي ظل هذا الغثاء العربي وسياسة الإذلال والقهر والابتزاز للعرب، وبالأخص الخليج العربي تحاول السعودية إعادة هندسة السياسة الخارجية مع الغرب والعالم بما يتفق ومصالح العرب لا مع ماينسجم وتطلعات أمريكا في المنطقة؛ سيما مع قانون جاستا الذي يمثل قمة الابتزاز الأمريكي للسعودية في أبرز صوره المقيتة.
حالة اللا حرب واللاسلم هي هدف صهيوني وغربي ترسخه السياسة الصهيونية والأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط؛ لأنها تعمق الفوضى وعدم الاستقرار هذا الواقع المعتم والمخيف هو ما يطمح إليه الصهاينة والغرب وما يخدم مصالحهم على المدى البعيد ولايخفى على متابع للمشهد العربي اليومي أن السنوات العشر القادمة لاتبعث على التفاؤل، قد يكون انفراجا هنا وهناك، ولكن حالة الفوضى ستبقى الجو المسيطر على يوميات السياسة العربية بفضل دبلوماسية ضعيفة متناقضة واقتصاد ينهار يوما بعد يوم، ومؤامرات دولية والأيام حبلى بالآلام التي تعودنا عليها ومخططات السر التي أصبحت معلنة لاتخفى على متابع بسيط، والمؤلم أن العربي الذي يدفع عربة خضار بشكل يومي أصبح خائفا على عربته قوت عياله من أن تصيبه جائحة أو برميل متفجر مع أسلحة محرمة دولياً .
ماذا بقي للعربي المنتهك سوى أن يقول (يالله مالنا غيرك يالله) ونِعم بالله.
زين العابدين الغامدي