المقالات

هل نحن مسلمون حقاً؟!

إذا كان الإسلام يعني كما جاء في موقع الإمام بن باز رحمه الله: (الإسلام هو الاستسلام لله والخضوع له بفعل أوامره وترك نواهيه، هذا هو الإسلام، إن الدين عند الله الإسلام، الإسلام يعني الانقياد والذل لله في توحيده والإخلاص له وطاعة أوامره وترك نواهيه).

وجاء في تفسير السعدي عن قوله تعالى:  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ) [البقرة: 208]: (ينادي الحق تبارك وتعالى عباده المؤمنين، آمراً إيَّاهم بالدخول في الإِسلام دخولاً شمولياً، بحيث لا يتخيرون بين شرائعه وأحكامه، فما وافق مصالحهم وأهواءهم قبلوه وعملوا به، وما لم يوافق ردوه أو تركوه وأهملوه، وإنما عليهم أن يقبلوا شرائع الإِسلام وأحكامه كافة، ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان في تحسين القبيح وتزيين المنكر).

فعلى كلٍّ منا أن يسأل نفسه: أين هو من الإسلام الحق، وأين يقف مما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أوامر ونواهٍ، هل يكون شأنه شأن المؤمنين الصادقين الذين قال الله عنهم: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [النور: 51]، ممن يمتثلون أوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وينتهون عن نواهيههما دون تردد ولا تلجلج؟ أم من الذين يعصون أوامر الكتاب والسنة ويتباطؤون في الطاعة، ويبحثون عن الرُّخص والمخارج؟ ممن قال الله جل وعلا عنهم: (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُون) [النور: 50].

 فإن كان من الصنف الأول فليحمد الله، وليستبشر بقوله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا) [النساء: 69]، وقوله تعالى: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) [النور: 52]، وقوله تعالى (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [لأحزاب: 71].

 أما إن كان من الصنف الثاني فليراجع نفسه، وليحذر من قوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبـَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور : 63]، وقوله تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرً) [النساء: 115]، وقوله تعالى: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [الأحزاب 36].

ولنتذكر جميعاً قول الله سبحانه وتعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء: 65].

يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: (يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة: أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنا وظاهرا،… إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به، وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليما كلياً من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة).

   علي صالح طمبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى