بعد أن تعيش فترة من الزمن في ظل نجاح قُمْت بتحقيقه حتماً ستشعر براحة قد تقود إلى أن تتذوق طعم الفشل بعد أن تلذذت بالنجاح و صناعة الإنجازات إذ أن المجد و النجاح ليصنعان الراحة و تلك الراحة تولّد الفراغ الذي يجلب الفوضى و الحيرة التي بدورها تقود إلى التنظيم و الترتيب الذي صنع مجداً و نجاحا و هكذا لا تتوقف الدورة البشرية إذ لم يكتب لكل ماهو بشري أن يظل ثابتا حيث يتعاقب بين بلوغ الكمال و النقص. و لنا أن نقيس على ذلك كُل ما شأنه أن يمنحنا الغرور و الإعتداد ، و كذلك أن نعزّي أرواحنا متى ما أُصيبت بالقنوط من عدم تحقيق النجاح و الإنجاز ، فلكل جواد كبوة و بعد العسر يُسْرا .
يأتي الحديث السابق في أكثر من مناسبة مرتبطة بالفشل و عدم النجاح في تحقيق المهمة الموكلة إليك و هي مناسبات تدعوا إلى التأمل و المراجعة. دعى أحد الملوك وزير من وزرائه وطلب منه كتابة عبارة على خاتمه تجعله يفرح إن كان حزينا و يحزن إن كان سعيدا و بعد فترة من التفكير عاد الوزير بالخاتم منقوشاً عليه هذه العبارة ( هذا الوقت سيمضي ) و هي فعلا تسلي المحزون و تُحزن السعيد إلا أنها في ذات الوقت تقودنا إلى شيء من التوازن و التوسط. و خلاصة الأمر أن لايقودنا الكلام السابق إلى فقدان الطموح و التخلي عن تحقيق الإنجازات و التفكير بها بل إلى مزيد من التعقل و التوسط حيث نرى كثيرين كانوا طامحين و حالمين إلا و أنهم مع تجربة الفشل سرعان ما تخلوا عن تلك الروح التي كانوا بها لأولئك نقول إياكم و فقدان أنفسكم فمتى تخليتم عن الأمل قضيتوا عليها ، و لنكن على يقين أن هذا الوقت سيمضي ، و بالتالي فعلينا المسارعة نحو البحث عن فرص أخرى تقودنا إلى تميز و نجاح لم نحققه.
عبدالله بن حجاج عبدالله العريني