يُحكى أنّ شقيقتين كانتا تتقاسمان الأفراح والأتراح على مدى سنِي أعمارهن، فالشقيقة الكبرى ترى نفسها أفضل من الناحية العقلية والرقي الفكري ، بينما تنظر لشقيقتها الودودة على أنها أقل منها كفاءة وإدراكًا ، كل ذلك والصغرى ترمقها بعين الحذر تارة والاحترام تارة أخرى ، فكلما عثرت قدم الكبرى هرولت لها الصغرى، تعطيها من مالها وجهدها وعرقها ما يكفل لها حياة كريمة ، كبرت الشقيقتان وانجبتا ، فكان من الأولاد من تشَرّب الوفاء ، ومنهم من رضع أخلاق التعالي والاستنزاف وعدم الوفاء، وكان من ضمن شهود العيان مَنْ يحذّر من مغبة المصداقية المفرطة التي تنتهجها الصغرى حيال الكبرى ، برغم الاكتفاء الذاتي للصغرى إلّا أنها تعتبر أيسر حالًا من شقيقتها ، ولكن طمع الكبرى والتمسكن وإظهار العوز تارة ولي الذراع تارة أخرى، جعل الموازين تختلف والنوايا تنكشف ، فعندما تعرضت الصغرى لمكائد الأعداء وتربص الحسّاد ، تلقائيًا تلجأ إلى شقيقاتها وأشقائها لا سيما تلك التي لها أيادٍ بيضاء عليها ، فكانت الطامة الكبرى ، والأمر الصاعق ، أخت تغدر بأختها !!!!!! ولم يتوقف الأمر عند ذلك ؛بل سخّرَت الكبرى أبناءها للنيل من شقيقتها بالكلام والتهريج ، وعندما طلبت الصغرى إيضاحًا لما يحصل ، أنكرت ما تم ذكره وأنها على الوعد والعهد، وأنها تحب شقيقتها ولو تعرضت لاعتداء “بس مسافة السكة بس ” وتكون درعًا حصينًا لها ، قبلت الصغرى الاعتذار على مضض ولكنها أدركت أنّ الأمور لا بدّ أن تتغير ، وعليها الالتفات لأبنائها فهم أوفى وأحق بالدفاع عنها ، وإلى ذلك الحين نتمنى من الشقيقتين أن تهنأ كل واحدة بما عندها ، الرز والفول ولا مانع من أكل القمح من سفّاكة الدماء .
د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي
الآن تثبت فيهم المقولة : (مائها عذب وأرضها ذهب ونسائها لعب ورجالها مع من غلب ، قوم تجمعهم الطبلة وتفرّقهم العصا )
مافيه شقيقة صغرى هن توام وانداد ويجب ان يعملن ساعد بجانب ساعد لأن هناك من يريد ويترقب التفرقه بينهن واضعافهن .