(مكة) – متابعة
اتصال أخير من الشهيد شعلان الشمراني طغى عليه صوت الرصاص الذي قرع طبول آذان والده مخبراً أنه سيغلق جواله ويطلب منه الدعوات. هذا المشهد كان وداعيا بين أب وولده ليلة الخميس الماضي قبل أن يسقط شهيداً في الحد الجنوبي.
العريس الشهيد كان من المقرر أن يناقش مع والده تفاصيل حفل زواجه المقرر مخبراً إياه أنها الليلة الأخيرة في استلامه قبل تمتعه بإجازة الزواج فكانت الأخيرة له فعلاً.
والد شعلان قال: “المكالمة استمرت أكثر من ساعة وهو يخبرني أن إجازته ستبدأ من الغد وأن هذه الليلة هي آخر استلام له ليتواعدا أن يلتقيا في بيشة في منزل أعمامه هناك حيث مكان حفل الزواج”.
وذكر الشمراني أن ابنه الشهيد شعلان قد أقفل جواله بعد مكالمة مطولة وقال إن لديهم إطلاق نار مكثف وسيكون في الخط الأمامي وسيغلق جواله في ليلة وصفها بأنها الأخيرة في استلامه العسكري.
كما أوضح الوالد أن الشهيد أخبره في مكالمته الأخيرة أنه استأجر منزلا له في جازان ليستقر فيه بعد زواجه المقرر إقامته في بيشة: “تم حجز القاعة والتجهيز للزواج بما في ذلك توزيع الدعوات. وكان من المقرر إقامة زواجه في 28 محرم في إحدى قصور الأفراح”.
كيف استقبل الوالد استشهاد ابنه شعلان؟. أجاب: “ذهبت ظهراً لإخراج أبنائي من المدارس واتصل بي أحد مسؤولي الجيش بالحد الجنوبي، ليخبرني باستشهاد شعلان فكنت راضياً بما اختاره الله له”.
وتابع: “فخور بولدي، فقد قدم روحه دون الدين والأرض والوطن شهيداً بإذن الله في الدفاع عن هذه الأرض ضد المعتدين”.
يذكر أن الشهيد شعلان الشمراني انضم للجيش السعودي قبل نحو عامين بعد سلسلة تدريبات تلقاها في المدفعية وبعض فنون القتال. يبلغ من العمر 25 عاماً وكان ينوي الزواج. وتم تريب ذلك والاستقرار في جازان بالقرب من ميدان عمله في الجيش السعودي على الحدود مع اليمن لصد المعتدين الحوثيين.
أما “زوجته”، فقد تلقت الاتصال الأخير في ليلة استشهاده وهي تقيم في بيشة، حيث قدمت للرياض لوداع زوجها المنتظر قبل إقامة حفل الزفاف ، وفقاً لـِ”العربية.نت”.