نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره، ونؤمن أن أمر الله نافذ في الجميع وإن الموت حق، ولكن كل نفس بشرية سوية تكره الإهمال بكل أشكاله وأنواعه، ومن الإهمال ماقد يضر بالإنسان المهمل ولايتجاوزه إلى غيره وهذا يتحمل فيه المهمل تبعات إهماله وجميع انعكاساته ونتائجه صغرت أو كبرت، وقد يكون في نتائج الإهمال درسا للمهمل لاينساه أبدا، وهناك إهمال أخر قد يتعدى الإنسان إلى غيره ويضر بالأخرين. ورغم ألم نتائج الإهمال إلا أن الألم يخف عندما تكون النتائج خسائر مادية فقط، ويزيد الألم والحسرة وتنكسر النفس عندما يكون نتاج الإهمال خسارة في الأنفس، فكم اغتال الإهمال من أنفس بريئة ليس لها ذنب إلا زنها تواجدت في بقعة الإهمال. وكم نتألم عندما نرى الطفولة تغتال بسبب إهمال أشخاص أو مؤسسات أو شركات غير مسؤولة، وليس لديها أي إحساس بأهمية واكتمال الاحتياطات الوقائية للحفاظ على المارة ومرتادي المكان.
وكوارث مدينة جدة التي ابتلعت فتحات الصرف الصحي المهترئة في بعض شوارعها عدد من اﻷطفال لم يندمل ألمها، إلا وتطالعنا صحيفة “مكة” بتجدد الكوارث من خلال خبر غرق طفل في حفرية عمارة في حي النزهة.
ونحن نتساءل من المسؤول عن هذه الكارثة ؟ ومتى تنتهي هذه الكوارث ؟ وماهي الإجراءات التي يمكن أن تحمي أطفالنا من الخطر ؟ وماهي العقوبات التي ستطال المتسبب وتمنع حصول مثل هذه الجريمة في حقوق المواطنين الأمنين ؟ من يجيب على هذه التساؤلات، ويخفف على أهل المصاب مصابهم.
حمود أحمد الفقيه
المسؤل الحفره لأن المرحوم غلطان راح يسلم على الحفره بدون أن يأخذ إذن من المسؤل