المقالات

الإدارة بالأخلاق … لنبدأ بأنفسنا !!

خلق الله الخليقة وجعل لها موازين محكمه ، تدور الاجرام في الافلاك ، وتتميز الارض بالحياة بما فيها مكونات ومخلوقات تعيش وتتعايش مع بعضها البعض في ظل تنظيم محكم ابدعه ذو الجلال والاكرام. كرم الله بني آدم بكثير من الصفات على كثير من خلقة وجعله خليفته في ارضه ، و وهبة الدليل الصحيح للحياة والمنهج السليم للتعايش ، والنظام المتضمن الاستمرار على النهج السوي ، علم الانسان مالم يعلم ! جعل العلم والعمل سلاحه ، و التخلق بالخلق ادواته – خالق الناس بخلقٍ حسن- ، وليس منا من لا يدرك ان التعامل مع الناس فن ينبغي تعلمه ويتوجب إجادته ، للنجاح في علاقاتنا مع الاخرين .. ومن أسرار الادارة القديمة والحديثة  اجادة فن التعامل مع المرؤوسين .

ان الأخلاق تُعتبر من أهم القيم المعنوية في الحياة، ومن أهم المقومات الحضارية، بل ومن أهم الأسس الإنسانية للنجاح الاجتماعي لأن النفوس جُبلت على حب من أحسن إليها وبُغض من أساء إليها، وأوضحت جميع الديانات السماوية أن الله سبحانه وتعالى أمر كل الناس بالامتثال لأوامر أنبيائهم. فالأخلاق هي شكل من أشكال الوعي الإنساني كما تُعتبر مجموعة من القيم والمبادئ تحرك الأشخاص والشعوب كالعدل والحرية والمساواة  بحيث ترتقي إلى درجة أن تصبح مرجعية ثقافية لتلك الشعوب لتكون سنداً قانونياً تستقي منه الدول الأنظمة والقوانين، وهي السجايا والطباع والأحوال الباطنة التي تُدرك بالبصيرة والغريزة، وبالعكس يمكن اعتبار الخُلق الحسن من أعمال القلوب وصفاتها وأعمال القلوب تختص بعمل القلب بينما الخُلق يكون قلبياً ويكون في الظاهر.

 

أما أخلاقيات الإدارة فهي مجموعة من القواعد والأسس التي يجب على المهني التمسك بها والعمل بمقتضاها، ليكون ناجحاً في تعامله مع الناس، ناجحاً في مهنته ما دام قادراً على اكتساب ثقة عملائه والمتعاملين معه من رؤساء ومرؤوسين.

 

ولكن للأسف يَظن الكثير منا أن العمل والإدارة لا علاقة لها بالأخلاق، إذن فأين تكون الأخلاق؟ إن لم يكن العمل مرتبط بالأخلاق فأين نلتزم بالأخلاق؟ هل الأخلاق هي شيء نَلتزم به في المساجد ودور العبادة فقط؟ كيف تكون أميناً إن لم تكن أمينا في عملك؟ هل يقال عنك أنك صادق إن كنت صادقاً مع أهلك وأصدقائك وكذاباً في عملك؟ ألا يقال لمن يغش في البيع أنه غشَّاش؟ ألا يقال لمن يُطفف في الكيل والميزان بأنه من المُطففين؟  وهناك من يعتقد أنه من السَذَاجة أن نتحدث عن الأخلاقيات في مجال العمل والتجارة ويستشهد على ذلك بمقولة: هذا عمل وتجاره وكل شيء مباح فيها  أهذا منطق للتفكير.

لا يتوقف أمر أخلاقيات العمل عند المدارس والجامعات بل يأخذ الأمر بعدا اكبر في الحياة العملية سواءً في القطاع العام أو القطاع الخاص ،وتلقى أخلاقيات العمل اهتماما كبيرا فنجد أكثر الجامعات تدرس مادة في أخلاقيات العمل والإدارة ،ويوجد تناقض بين أخلاقيات العمل النبيلة التي يدعو لها القران الكريم والحديث الشريف وبين التطبيق العملي واليومي لبعض تلك الأخلاقيات الإسلامية حول العمل ،فأخلاقيات العمل في الإسلام وما تدعو إلية الحكمة العربية والإسلامية المحلية التقليدية هي مبادئ متلازمة ومتوافقة مع بعضها البعض ولا يجب أن تكون متناقضة. إن أخلاقيات العمل في الإسلام مرتبطة ارتباطا أساسيا وعضويا ومنطقيا بالعمل المدني والدنيوي اليومي بدأ بالتعامل اليومي مع الآخرين، وإجادة العمل الوظيفي، وممارسة الأخلاق الإنسانية السوية، وانتهاء بالتمسك بالقوانين خلال الممارسة الاجتماعية المدنية اليومية في المجتمع الإنساني المدني. وإن سلوك الإنسان الأخلاقي يتأثر بعدة مؤثرات إيجابية وسلبية، داخلية وخارجية، ويصل تأثير هذه المؤثرات إلى أن تطغى على خلقه الأساسي حتى يصبح السلوك الجديد له خُلُقاً وطبعاً، وليس من الصحيح القول إن الإنسان المفطور على خلق معين لا يستطيع الانفكاك عنه، بل يستطيع من خلال المجاهدة أن يغيِّر من خلقه إلى الأفضل.

الادارة بالأخلاق من انجح طرق ضبط فريق العمل ومن افضل الوسائل لإدارة روح الفريق والتأثير فيه والادارة بالأخلاق تبدأ من المدير نفسه ومن الرئيس ذاته ، ليكن قدوة حسنة و مثالا يُحتذى به ..

وإذا عتبت على السفيه ولمته … في مثل ما تأتي فأنت ظلوم

لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله …   عارٌ عليك إذا فعلت عظيم!

 

 

فلنبدأ بأنفسنا في كل الامور التي نطلبها من الاخرين ،، فكيف نعرف طعم الثمار مالم نتذوق منها .

 

نسأل الله ان يرزقنا حُسن الخُلق،،

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى