يحتفل باليوم العالمي للمعلمين في الخامس من تشرين الأول أكتوبر من كل عام منذ 1994م، وهو بمثابة إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1966م، وقد شهدت الأيام القليلة الماضية الاحتفال بيوم المعلم تقديرًا لدوره وعرفانًا بفضله، فهو مهندس العقول وطبيب القلوب وموجه السلوك، إلا أنني لن أتحدث اليوم عن أهمية دوره وخطورة أي قصور يعتري عمليات إعداده لهذه المهنة العظيمة، ولن أتحدث عن أهميته في إحداث البُعد الاستراتيجي لنهضة الأمم ورقي المجتمعات والشعوب، بل سأورد أنموذجًا حيًّا للمعلم الحقيقي القدوة الذي نجح في تحقيق مضمون ومعاني بيت الشاعر الفريد أحمد شوقي الذي يقول فيه:”أرأيت أعظم أو أجل من الذي يبني و ينشئ أنفسًا وعقولًا” فبنى وبكل جدارة هذا العبقري أنفسنا وحرر عقولنا، هذا النموذج الفريد هو الأستاذ المبدع القادر على إحداث التغيير الأستاذ الدكتور عبد المحسن هلال أستاذ الاقتصاد بجامعة أم القرى المتخصص في الإدارة العامة والعلاقات الدولية، إنه ذلك النموذج النادرة للشخصية المبدعة التي قلَّ أن يجود الزمان بمثلها، وهو صورة لأصحاب العقلية الفذة والفراسة النادرة والضمير الحي، تتلمذت على يدي سعادته عبر الشبكة التلفزيونية المغلقة في جامعة أم القرى، فوالله الذي لا إله إلا هو كان بعبقريته النادرة وفراسته منقطعة النظير يعرف كيف تفكر كل طالبة منا، وما هو مستوى عطائها وما هي درجة تعاونها وإمكاناتها ومهاراتها، بل إنه اكتشف ذواتنا وأرشدنا إلى مواطن القوة والضعف فيها بحرفية عالية، وكأنه أخذ بأيدينا ليعرفنا على أنفسنا التي لم نكن نعرفها، يتميز بالدقة المتناهية في أساليب التدريس ومعايير الاختبارات وأنواع الأنشطة والتكليفات، يصاحب ذلك العلم الغزير والرغبة الحقيقية في تعليم الطلاب وتوجيههم وإرشادهم، يسخر كل طاقاته وعلمه من أجل ذلك الهدف النبيل، كان سعادة الدكتور عبد المحسن زاده الله من فضلة يدعونا إلى قراءة الكتب العميقة في معانيها الثرية في مضامينها التي تصقل مواهبنا وتدفعنا للتعلم الحقيقي بحزم وانضباط وقوة، فوقت محاضرته وقت مقدس تضبط عليه ساعتك والقاعة ساكنة إلا من صوته العامر بالمعرفة، وعباراته التي تُثير في أذهاننا التساؤلات وتنقلنا الى عوالم من البحث والاستفسار ما كنّا نصلها دون هذا الأسلوب الإبداعي من التوجيه والتعليم، إن التتلمذ على يد د.عبد المحسن هلال ليس بالأمر السهل اليسير، وليس بالأمر الدارج التقليدي، وأسلوبه المبدع المبتكر قد يجعلك منفردًا فلم يسمع أحد عن مثل هذه الاستراتيجيات التي يدرسك بها، والتي هي حصاد علم وفكر وتجربة يهديها أستاذنا لطلابه ليكونوا شيئًا آخر مختلف روحًا وعقلاً، إضافة لأن التتلمذ على يدي د.عبدالمحسن أمر شاق جدًا وقوي بشكل يضمن أن يغير فيك كل شيء بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وبشكل جذري، ابتداءً من طريقة الكتابة مرورًا بالضمائر والحروف والكلمات وانتهاءً بطريقة التفكير والربط والتحليل والنظر إلى بواطن الأمور بوعي وإدراك وعمق وانفتاح في آن واحد، استلزم مع هذا النوع من التعلم جهدًا كبيرًا وعملًا عميقًا مضنيًّا لمن أراد أن يتعلم ويستفيد فكانت عبارته الرائدة التي يسمعنا إياها دومًا (إنني أسعى لأن أحضر الخيل إلى النبع غير أني لا أملك أن ترتوي فهي من يملك الخيار ترتوي أم تعود ظمأى) وهو بهذا يملك أمرين متضادين في ذات الوقت، فبقدر ما يملك من قدرة على توجيه وتغيير وتحويل طلبته بقدر ما يترك لهم الخيار في أن يكونوا أو لا يكونوا، ترتب على ذلك أن الدكتور عبد المحسن اصبح الحاضر الغائب في أذهاننا حتى بعد انتهاء علاقتنا به كمدرس للمادة قضايا ومشكلات التعليم، فأصبح المعلم الذي لا يبرح عقولنا لكل قضايا ومشكلات الحياة، فما كتبت حرفًا في رسائلي العلمية أو أبحاثي إلا سمعت صوت توجيهه يرشدني وصدى كلماته يشدوا في حزم تغلِّفه الرحمة، وقوة يتوجها العطاء يرشدني إلى جادة الطريق، فلله دره من أستاذ غرس فأورقت ثمار عطائه عرفانًا وفخرًا، هذا غيض من فيض في حق أستاذنا القدير د.عبد المحسن هلال أستاذ الإدارة والاقتصاد، وأقول أستاذنا القدوة ما علق في العقل والنفس أصيل وعميق لا توفيه الكلمات ولا تكفيه الصفحات، أسأل الله أن يجزل لك المثوبة، ويغدق عليك العطايا ويرفع قدرك في الدارين، إنه سميع مجيب .
د. وفاء عبدالعزيز محضر
مقال جدا رائع يحكي قصه جميله وشقيقه في مسيرة.الدكتور .عبدالمحسن هلال نتمنى مئات من هذا العبقري الفذ حتى نرتقى بالعلم لأنه هو سلاح الأمم .الأسلوب في إيصال المعلومه لايتقنها كل معلم ولكن مهما كان من قصور من بعض المعلمين لكن نكن لهم احتراما لانهم ينتجوا عقول نيره للمستقبل .بارك الله فيك د.وفاء ونفع الله بك
بارك الله فيك سعادة الدكتورة فقد أحسنت إختيار مادة المقال ورمز القدوة في التواضع وسعة الصدر أستاذ القلم على صحافة عكاظ وكنت أستشرق يومي حين كنت أدون في عكاظ لعامين وأتتلنذ على هديل قلمه، نعم الرجل وما ينتجه من تلامذة أنت عنوانهم، ولو أبحرت في شجون قلمه فهو العمق الصحفي الذي وبكل أسف تحاصره خطوط حمراء هو يحترمها لإحترامه لنفسه ومجتمع يحيط به ومن حوله.. ليت تعود أيام نكاد نبكي فراقها لذلك المعلم المربي الذي تتلمذ جيلنا على أدبياته قبل علمه متأملين في جيل من المعلمين عساه يقارب بعض قدوتهم.. إحتراماتي للكاتبة ولشاهد المقال سعادة الدكتور عبدالمحسن هلال.. فهلاله بدر تمام..
عن من تتكلمون عن ابي ، اخي ، حبيبي ، شاعري ، معلمي ، واخي العزيز الذي اخذ بيدي منذ نعومه اظافري ولقنني العلم الشعر الحب الحنان الاحساس المرهف الوفاء بكل انواعه
كانت طفوله ومراهقه وشباب وكهوله نادره من نوعها مع هذا الاخ العظيم الذي لن تلد النساء بعده رجل عظيم حبيب سياسي عظيم
ادعو الله ان يبارك لنا فيه ويديمه خيمه عظيمه تظللنا
عبارات جميلة من شخصية راقية عن شخصية رآئعة ،، أعجبتني سيرته كثيرا إلى حد التفآؤل بمجتمع سيبني وينتج وينفع من حوله بإذن الله ،، وكم هي جميلة تلك العبارة : (إنني أسعى لأن أحضر الخيل إلى النبع غير أني لا أملك أن ترتوي فهي من يملك الخيار ترتوي أم تعود ظمأى)..
بوركتِ أيتها الرآئعة .. يامن تعلمنا منك الكثير :أخلاق ، علم ، دين ، والخير بكل معانيه ..
هنيئا لنا بك وحفظك الله لمحبيكِ?