المقالات

مجلس الشورى هل يستدعي ضيوف الشريان ؟

 أُتابع الإعلامي داود الشريان من وقتٍ لآخر، ولفت انتباهي في حلقته مع الفنانة سميرة توفيق كما لفت انتباهي في اللقاء الأخير والذي كان في الحلقة أشبه بعضو مجلس الشورى الذي يطرح الأسئلة على الوزراء، وزير المالية، ووزير الخدمة المدنية وبحضور نائب وزير التخطيط الذي كان نجم اللقاء بدون شك . فهو أقل الحاضرين مرتبة وأكثرهم تحدثًا .. نائب وزير التخطيط الذي انتقد الكثير من مشاريع الدولة، وأن بعضها دون تخطيط ولا عوائد…..إلخ.

هنا وكمواطن..أتساءل هل تم محاسبة من وجه وخطط لتلك المشاريع، وأين كان دور وزارة التخطيط حين يتم إقرارها؟! ويكاد نفس الحال ينطبق على معالي وزير الخدمة المدنية الذي كرر هناك بوجود هدر مالي كبير وسوء تخطيط…إلخ.

كل هذا يُقال عن الهدر المالي بوجود وزير المالية؛ وكأن الأمر لايعني وزارة المالية في الصرف على مشاريع دون تخطيط، ولعل تصريح وزير الخدمة المدنية، حينما قال: إنتاجية الموظف الحكومي ساعة، ونسي معاليه بأن الموظف الحكومي تشمله وتشمل أعضاء مجلس الوزراء، وأمراء المناطق وأعضاء مجلس الشورى، والسلك العسكري، والسفارات في الخارج والطبيب والمهندس والمعلم، فإذا كنا سواء في قولك فقد عدلت في التعميم وظلمت نفسك في التصريح.

فكم من أمير منطقة يعمل في الليل والنهار ويقوم بجولات وزيارات، وكم من وزير يقوم بنفس المهام، وكم من موظف حكومي من سفراء وأطباء ومهندسين ومعلمين يخدمون ساعات فوق الدوام الرسمي يقابله نسبة تعمل ساعات الدوام الرسمي، يقابلها نسبة تعمل أقل من المطلوب، وهذه الفئة يجب وضع الحلول لتطوير أدائها، ومن المؤسف أن يظهر وزير ينشر ثقافة الإحباط؟ لكن من المفارقات أن تقرير نُشر على موقع “العربية نت” في 11سبتمبر 2016م حين كشف دبلوماسي أمريكي شهير ديفيس روس في مقال له بواشنطن بوست كتب عن مشاهداته لدى زيارة الرياض، وأن المسؤولين في السعودية يعملون بواقع 80 ساعة في الأسبوع، ويعملون أكثر من ذلك في الظروف الاستثنائية …إلخ.

هذا الكاتب الأمريكي هل كان منصفًا أكثر من وزير الخدمة المدنية بحسبة بسيطة 80 ساعة أسبوعيًّا تعني مايقارب 11ساعة عمل يوميًّا. وكغيري كنت أنتظر من مجلس الشوري قرار استدعاء عاجل لوزير الخدمة المدنية والمالية ونائب وزير التخطيط بعد تصريحاتهم، فمثل هذه التصريحات لاتُقال إلا تحت قبة مجلس الشوري، فعليهم إثبات كل كلمه قالوها، وعلى المجلس توجيه الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لمتابعة الأمر، ونشر تفاصيله فالذي تحدث وكتب عن مشاريع دون تخطيط ولا عوائد وكلها هدر مالي ليس بكاتب صحفي، بل مواطن بمرتبة وزير يُمثل وزارة بيده كل الإثباتات وطلبها ليس بالأمر الصعب من مجلس الشورى.

نحتاج قبل طرح أي مشروع أن يتم عرضه على مجلس الشورى، والنظر في تكلفته ومدته وحاجته لعل وزير التخطيط ونائبه يجد مخرجًا عند فشل أي مشروع.

محفوظ الغامدي

محفوظ الغامدي

‏‏‏‏‏‏‏‏(باحث في الخطر الإيراني)‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ إعلامي وتربوي - ماجستير في التاريخ الحديث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى