عبدالله احمد الزهراني

صاحبة الجلالة بلا سقف … إلى متى (2-2)

لم أكن ارغب العودة للموضوع مرة آخرى لولا ردود الأفعال التي جاءتني على المقال الأول وتفاعل العديد من الزملاء مع الطرح، خاصة بعد عمليات الفصل التي طالت الكثير منهم ، عندها تأكدت أننا في جانب الحق، وسنمضي -بإذن الله- مرتاحين الضمير لا مأرب لنا غير دفع الظلم عن الغالبية من زملاء المهنة، ورفع الحرج عن أصحاب المظلمة في بلاط صاحبة الجلالة، وإن كان رضا الناس غاية لا تدرك، لكننا نسأل الله ألا نحيد عن جادة الصواب.

اشتكى العديد من الزملاء من استحواذ قلة من قيادات المؤسسات الصحفية سواء في التحرير أو الإدارة على معظم كيكة الراتب الشهري للعاملين بهذه المؤسسات تقريبًا!.. وما آلمنا ولم يترك لنا رفاهية التردد أن الكثيرين من المواهب وأصحاب الكفاءات وخيرة العقول في مؤسساتنا الصحفية يعانون التهميش المتعمد والدفع بهم إلى منطقة الظل ليتصدى المشهد من كان الأجدر فقط على إقامة التربيطات وله نفوذه! الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، أما المخلصون من أصحاب المهنة والمحترفون من ذوي الكفاءة الذين يستحقون أن تكون لهم الأولوية ويتطلعون لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم لا حول لهم ولا قوة ؟! وبالرغم هذا الحال المتردي إلا أنني كلي أمل في إعادة النظر في هكذا وضع وبشكل عام لاعتماد آلية ونهج جديدين في إدارة مؤسساتنا الصحفية؛ لأنها من الأهمية بمكان بحيث لا يجب أن تترك لأصحاب المهنة بمفردهم فينشغلون بالصراعات الداخلية، والاستحواذ على المزايا والمناصب، ثم يتغول ويسيطر الأقل مهنية وحرفية ويتراجع الأكثر علمًا وأهلية ومهارةً.

لم يعد مقبولًا تراجع الأداء المهني لصحافتنا المحلية لأكثر مما وصل إليه ولم يعد مستساغًا أن ترتبط سياسة التحرير بشخص واحد فإذا تغير رئيس التحرير تغيرت ؟! إن هذا الواقع لصحافتنا المحلية؛ ليتحمل المسؤولية الأكبر عن عزوف القرّاء عن صحافتنا المطبوعة خاصة والبحث عن البدائل الأخرى في وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي .

حقيقةً لدينا رؤساء تحرير لم يكتبوا مقالة واحدة في حياتهم وليس لهم علاقة بفنون الصحافة أو مهارات التحرير لا من قريب ولا من بعيد !! وهذا لم يعد مقبولًا في عصر الصورة وثورة التواصل الاجتماعي ؟! إن مبعث تفاؤلي أن مؤسساتنا الصحفية ذاخرة بالعباقرة والمواهب ورياح التطوير والتحديث التي طالت الكثير من مؤسسات الوطن مع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ مقاليد الحكم هي من مؤسسات الصحفية ليست ببعيدة ؟! في عهد ملك الحزم والعزم والعدل لا يوجد مكان إلا لمن يخدم الوطن من أصحاب الكفاءات، وإذا لم تصل الرسالة لأصحاب الهياط في المؤسسات الصحفية أو فهمت خطأً وطال عليهم الأمد، وأصبحوا جزءًا من الماضي فسوف يجرفهم تيار التحديث. ولا نملك إلا أن نقول يا رياح التغيير … هبي !!

عبدالله أحمد الزهراني

Related Articles

2 Comments

  1. لماذا مراكز العلاقات العامة والجمهور في أغلب الدوائر الحكومية متعاونين جدا فقط في حالة النفي والتكذيب !! ترى هل هم خريجين صحافة وإعلام تخصص (نفي وانكار عام) ؟ !!

  2. مقال جيد أستاذ عبدالله ولكن ألا ترى معي أن عمر الصحف الورقية اصبح قصيرا جدا وأنها ستتحول إلى إكترونية وعندما تلفظ أنفاسها سينتهي معها كل منصب ومزايا ، نحن في عصر التقنية وفي دول كثيرة صحف أقوى وأكثر توزيعا ودعاية من صحفنا تحولت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button