منذ نحو ثمانية وثلاثين عامًا تتشرف بلادنا الغالية “المملكة العربية السعودية” باستضافة أكثر من مائتي شخص من (أهل القرآن) من حفظة لكتاب الله الكريم وعلماء ومشايخ وأساتذة ومحكمين من أكثر من سبعين دولة من مختلف دول العالم يتسابقون لنيل جوائز مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم، وتتميز هذه المسابقة بمميزات لايمكن أي تتوافر لغيرها من المسابقات الدولية المُشابهة، مثل انطلاقها من جوار الكعبة المشرفة من بيت الله الحرام، وتاريخها الناصع الطويل واﻷسلوب الأكاديمي الشفاف الذي يصاحبها، بجانب تمكن المشاركين من أداء العمرة في أجواء بدون زحام بالحرم والاستمتاع بالطواف حول بيت الله الحرام وشرب ماء زمزم، وزيارة المشاعر المقدسة للاطلاع.
كل هذه المميزات تنفرد بها عن غيرها، كما أن هناك ارتباط وثيق بين المسابقة وإذاعة القرآن الكريم التي تتابع المسابقة لحظة بلحظة، والتي انطلقت عبر الأثير لبث الخير والصلاح، ونشر كتاب الله الكريم تلاوة وتفسيرًا وعلومًا ونشر سنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- منذ أكثر من ٤٦ عامًا.
جاءت فكرة انطلاق الإذاعة العامة وإذاعة القرآن من الملك سعود -رحمه الله- الذي عرض على والده المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- إنشائها، وتابع انطلاقها الملك فيصل -رحمه الله- ومن ثم ملوك هذه البلاد، خالد، فهد، عبدالله رحمهم الله ثم يقودها اﻵن ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله- الذي حفظ القرآن الكريم طفلًا؛ حيث احتفلت مدرسة اﻷمراء بالرياض في شعبان ١٣٦٤ للهجرة بختم ( اﻷمير) سلمان في ذلك الوقت بحفظ القرآن، ثم احتفى -أيده الله- بالقرآن وأهله كبيرًا حيث أنشأ مسابقة القرآن المحلية، ونحن في مكة المكرمة تحديدًا نرحب أجمل ترحيب بأهل القرآن من أبناء المسلمين المشاركين في المناسبة، ونؤكد أن هذه الدولة هي (دولة القرآن) فهناك اهتمام بحفظ القرآن وعلومه، ومسابقات للقرآن، وإذاعة للقرآن، وقناة فضائية للقرآن، ومجمع ضخم لطباعة القرآن، ومسابقة اﻷمير سلطان للعسكريين في البلاد اﻹسلامية.
نعم.. القرآن في قلب كل سعودي اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا..
عبدالله سعيد الحسني الزهراني