المحلية

إشادة عربية بالتزام التحالف العربي في اليمن بمبادئ القانون الدولي الإنساني

(مكة) – الرياض

نظمت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بمقرها في الرياض اليوم “ندوة القانون الدولي الإنساني”، بحضور صاحب السمو الأمير عبدالله بن فيصل مدير عام الشؤون الدولية والإغاثة بهيئة الهلال الأحمر السعودي وعدد من المهتمين والأكاديميين والمختصين في القانون الدولي الإنساني .
ورحب الأمين العام للمنظمة الدكتور صالح بن حمد السحيباني بالمشاركين ، مؤكداً حرص المنظمة واعتنائها بالقانون الدولي الإنساني بالذات، وأنها تمثل بعداً دولياً بالنظر إلى دورها في توحيد جهود جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية والعمل على تنسيق تلك الجهود بما يخدم العمل الإنساني والإغاثي . مبيناً أن الندوة تأتي ضمن جهود المنظمة في التعريف والتثقيف والنشر لمبادئ القانون الدولي الإنساني ، الذي يعد المرجعية القانونية لأنشطة جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر .
وتحدث ضيف الندوة رئيس المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني، رئيس العلاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني في الهلال الأحمر القطري الدكتور فوزي أبو صديق، عن الجهود الإنسانية التي تبذلها المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وحرصها على ضمان تطبيق القانون وتحديات الصراعات المسلحة لها والتحديات الأخرى التي تواجه تطبيقه في ظل الوضع الحالي الذي تشهده المنطقة العربية، كذلك سعي المنظمة إلى حماية المدنيين، والعاملين في جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر ورفع معاناة المنكوبين، واحترام القيم الإنسانية في أوقات الصراع والحروب، وفق الحراك الذي تقوده المنظمة بالتنسيق المستمر مع مكوناتها من جمعيات الهلال والصليب الأحمر العربية، مشيراً إلى أن الخبرة التي تتمتع بها المنظمة ستمكنها من وضع الحلول المستقبلية لتخفيف معاناة المنكوبين واللاجئين على مستوى المنطقة .
وأوضح أن الدين الإسلامي دين الإنسانية وكان سباقاً إلى ضبط قانون الحروب ، موضحاً أن القانون الدولي في الإسلام، والقانون الدولي الإنساني يقومان على جملة من المبادئ المهمة مثل “الإنسانية”، و”التفرقة” بين الأهداف العسكرية من جهة، والأشخاص المدنيين والممتلكات أو الأعيان المدنية من جهة أخرى، و”التناسب” في القيام بالأعمال الحربية، و”الرفق بالأسرى والجرحى” وغيرها ، مشيرا إلى أن السلام هو القاعدة الرئيسة التي تنطلق منها العلاقات الدولية في الإسلام والذي يحتم على الأطراف المتحاربة احترام الضمانات ، والقانون الدولي الإنساني يسعى إلى الحدِّ من آثارها حرصاً على مقتضيات الإنسانية .

ونوه الدكتور فوزي بأنموذج التحالف العربي في اليمن، من حيث التزام هذا التحالف بمبادئ القانون الدولي الإنساني في كل عملياته وتعاونه مع كل الجهات ذات العلاقة بالقانون الدولي الإنساني في حماية المدنيين، متطرقا لأهمية اللجان الوطنية المعنية بالقانون الدولي الإنساني ، التي تساعد على تنفيذ القانون الدولي الإنساني ونشر المعرفة به، لتكون إحدى السبل الكفيلة بضمان تطبيق القانون الدولي الإنساني بفعالية, مؤكداً أهمية دور جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر وجميع مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر على معرفة بالقانون الدولي الإنساني في ظل المآسي والحروب التي يشاركون بدور إنساني فيها .
وشدد على أهمية تطبيق القانون الدولي الإنساني في الوقت الحالي، محذرا من استهداف الأطفال في النزاعات المسلحة أو استغلالهم، لأنهم معرضون بشكل خاص للخطر في النزاعات المسلحة، موضحاً أن القانون الدولي الإنساني يهدف إلى الحد من أثر الحرب على الأطفال.
وبين رئيس المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني أن أبرز مظاهر تطور القانون الدولي الإنساني ولخصها في (15) مظهراً ، منها العلاقة بين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ، التدخل الإنساني والقانون الدولي الإنساني، انتهاك القانون الدولي الإنساني تهديد للسلام والأمن الدوليين، حماية الأطفال في النزاعات المسلحة، القوات العسكرية للأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، الزام الدول بمحاكمة منتهكي القانون الدولي الإنساني وفقا لقوانينها الداخلية، الزام الجماعات المسلحة باحترام القانون الدولي الإنساني ، محاكمة منتهكي القانون الإنساني دوليا، تطور في صلاحيات ومسؤوليات اللجنة الدولية ، القانون الدولي الإنساني في الأراضي المحتلة، الديموقراطية والقانون الدولي الإنساني ، بداية عمل اللجنة الدولية لتقصي الحقائق أعمالها، التوسع في تعريف النزاع الداخلي، تأصيل المسؤولية الجنائية لمنتهكي القانون الدولي الإنساني ، وأخيراً الإرهاب والقانون الدولي .
وشدد الدكتور فوزي على موقف القانون الدولي الإنساني من الإرهاب على وجه الخصوص، حيث يحظر “التدابير الإرهابية ” أو “الأعمال الإرهابية”، و تنص على ذلك اتفاقية جنيف الرابعة، بالإضافة إلى البروتوكول الإضافي الثاني في مادته الرابعة التي تحظر “أعمال الإرهاب” بهدف التأكيد على وجوب عدم تعريض الأفراد أو السكان المدنيين لحالات الرعب بالإضافة إلى حظر أعمال العنف أو التهديد به الرامية أساساً إلى بث الذعر بين السكان المدنيين بشكل عام . وترويع الآمنين.
وفي ختام المحاضرة تمت المناقشة والأسئلة , عقب ذلك تم التكريم وتوزيع شهادات على الحضور .
وأكد رئيس المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني، رئيس العلاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني في الهلال الأحمر القطري في تصريح صحفي لوكالة الأنباء السعودية أن المملكة العربية السعودية سباقة في التزامها بالقانون الإنساني حيث انضمت ووقعت على اتفاقيات جنيف الأربع الأولى والبروتوكولات لتأكد أنها تحترم المعايير الدولية.
وقال : إن المملكة اهتمت بتخفيف الآلام والمعاناة عن الشعوب المنكوبة عبر المنارة الإنسانية “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” , ورغم حداثته إلا أن أعماله كبيرة جداً والأيادي البيضاء التي يقدمها ليست غريبة مع وجود الإرادة الإنسانية الصادقة حيث أصبح المركز جهة مرجعية للأعمال الإغاثية والإنسانية في المملكة والعالم أجمع وهي محل تقدير واحترام من طرف العديد من المنظمات الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى