يامعالي … الوزير

ثقتنا في ولي الأمر -حفظه الله- مطلقة بلا حدود؛ تكليفه لك فهو تكليف وتشريف لخدمة الوطن والمواطن يتمناه الجميع، لكن دعني أتهامس معك بعض الهمسات وأنت ترتشف قهوة الصباح على مكتبك المخملي الفاخر الذي غاصت أرجلي وتعثرت من فخامة سجاده وروعة رائحة البخور الكمبودي التي لم أشمها في حياتي إلا بمكتب معاليكم ..

أغبطك يامعالي الوزير ولا أحسدك، لكن أخبرني هل تقف الآن في طابور المخبز لتأخذ أرغفة خبز لأسرتك؟ وهل تذهب لسوق الخضار لتتبضع منه ؟ وكم رقم ملفك بالمستشفى الحكومي إذا سمحت ؟ آسف جدًا أي مستشفى حكومي أقصد مستشفيات أمريكا أو كندا؟!

عفوًا لا تعتب علي أنا لا أعرف إلا مستشفيات مكة المكرمة الحكومية حبة قبل الأكل وحبة بعد الأكل، وحبة أثناء الأكل وبعد ثلاثة أيام غسيل معوي ..

معالي الوزير، قصرك يُسكّن ٢٠ أسرة من الشعب، ساعة يدك من أفخم الساعات السويسرية، بشتك من أجود البشوت الحساوية، بخورك كمبودي وسيارتك الفارهه ألمانية، وقلمك أمريكي، ولم يُقطع هاتفك أو تُفصل الكهرباء عن قصرك لعدم السداد .. لا يوجد عليك أقساط سيارة ولا قروض بنكية.
الله يرضا عليك .. احمل هموم المواطن أشرف لك أمام الله، ثم أمام ولي الأمر والمواطنين من حملك البشت الحساوي.

شعبنا طيب يعشق تراب أرضه، ويعشق مليكه وحكومته، ويقنع بالقليل، رجاء ياصاحب المعالي إذا لم تخدمه لاتسيء له ولاتُسطِّح فكره .. منصبك يتطلب حنكة وسياسة وخبرة ودهاء وحسن تعامل .. لا أن تأتي يوم وتقول ” فكرة ” وتأتي اليوم الثاني وتقول ” ساعة ” أنت من يعرض حقوقنا ومطالبنا لولي الأمر، وأنت من كلفك ولي الأمر بمعرفة مطالبنا واحتياجاتنا وعرضها عليه.

هذه فقط خواطر؛ لتتذكر هموم المواطن .. والأمل فيكم كبير
رفع الله قدر وطننا وأعلى شأنه وحماه في ظل إمامنا سلمان الحزم والعزم وولي عهده الأمين و ولي ولي العهد ..

د. شجاع بن علي المطرفي
مكة المكرمة