المحلية

الدكتور الرميح: استهداف المواقع الجماهيرية فقاعة إعلامية ودلالة على إفلاس الإرهابيين

(مكة) – متابعة

البحث عن مزيد من دماء الأبرياء صفة إرهابية يائسة، تتبعها التنـظيمات الإرهابية في رمقها الأخير، لكسب فقاعة إعلامية وترويع أكبر عدد ممكن من الحضور، خصوصاً في ملاعب كرة القدم والتي يحضرها آلاف المشاهدين.

وكانت الداخلية أصدرت بياناً عن إحباط عملية إرهابية استهدفت ملعب الجوهرة، خلال مباراة تجمع المنتخب السعودي بالمنتخب الإماراتي، قبل نحو أسبوعين، باستخدام سيارة مفخخة يتم وضعها في مواقف ملعب الجوهرة، حيث تم التعرف على الإرهابيين، وهم مجموعة من الأجانب من ثلاث جنسيات مختلفة.

وبين الدكتور يوسف الرميح، أستاذ مكافحة الجريمة والإرهاب والمستشار الأمني، أن العملية التي تستهدف المواقع الجماهيرية هي فقاعة إعلامية وتدل على إفلاس الإرهابيين والتضييق على عناصر الإرهاب، وهي عملية يائسة وفاشلة من بدايتها.

وقال الرميح “لم يعد قتل رجال الأمن كافياً لداعش الإرهابي بعد فشله وكشفه دوما، وتتبعه من قبل الجهات الأمنية فهناك فشل ذريع لتلك المجموعة في المساجد، وكذلك في التجمعات العسكرية.. فكل السبل أقفلت في وجه داعش وأعوانه”.

وأشار الرميح إلى أن العملية الفاشلة في استهداف ملعب كرة قدم، لم تكن وليده للجماعات اليائسة فقد استهدفت ملاعب في مصر وبعض دول العالم وهي عملية إعلامية، أكثر من كونها عملية ذات أهداف وخطط فقط لجعل الإصابات كثيرة وكذلك الخسائر بالأرواح.

العنصر الأجنبي

أشار الرميح إلى وجود أربعة من الإرهابيين أجانب في استهداف الملعب من بينهم اثنان من الباكستان، وكذلك السودان وسوريا وهذا يدل على تضييق الخناق وعدم وجود عناصر تنفذ هذه العمليات اليائسة من السعوديين، وهو توجه نحو العنصر الأجنبي للتنفيذ داخل السعودية.

وأضاف الرميح: “أصبح الوعي أكبر لدى السعوديين من هذه الزمرة القاتلة، ويعود الفضل للإعلام الذي عرّى هذه المجموعات ونشر القصص، وبالتالي لم يعد السعودي عنصرا في هذه المجموعات وتناقص أعدادهم والبحث عن الأجانب وتجنيدهم في تلك العمليات”.

ويرى الرميح أن العنصر الأجنبي بدأ الدخول في تلك العمليات بعد أن لم يعد المواطن السعودي سهل التجنيد في تلك التنظيمات.

عناصر الانتحار

لم تكن من ضمن الخطط في تفجير السيارة بمواقف ملعب كرة القدم، أن يتواجد عنصر بشري، وهذا يدل على انعدام وجود الانتحاريين لدى المجموعة، بعد أن فشلت المساعي في دخول عناصر انتحارية جديدة في الفترة السابقة.

وقال الرميح “بلا شك إن التجنيد أصبح صعبا للغاية بعد أن أصبح الوعي كاملا لدى الناس في السعودية، وبالتالي لم يعد البحث عن إرهابيين وأصحاب فكر متطرف سهلا مع متابعة الأسر لأبنائهم، وكذلك متابعة رجال الأمن الدقيقة لكل تحركات مشبوهة فكل العمليات أصبحت تفشل بفضل هذا الوعي الكبير.

وأضاف أن الاعتماد على عناصر جديدة من المقيمين داخل السعودية أصبح ظاهرا للعيان، فخلال الثلاث عمليات الفاشلة الفترة الماضية، أصبحت ظاهرة وجود المقيم واضحة في تلك العمليات”.

وأشار إلى أهمية أن تكون الرقابة على العمالة أكثر دقة من قبل مكفوليهم، ومتابعة تحركاتهم، خصوصا ممن لا يعملون بشكل واضح في أعمال سجلت لهم في إقاماتهم.

الحملة الإعلامية

يشير الرميح إلى أن الحملة الإعلامية الكبيرة على مجموعة داعش شكلت لدى المواطنين وعياً كاملاً ورقابة صارمة على أبنائهم، من خلال فتح أعينهم على تحركاتهم وملاحظة أي سلوك غير سوي.

كل تلك الجهود أصبحت تؤتي أكلها في حماية الناس من الفكر المتطرف، الذي يقتل ويهدم الحياة ويؤخر التنمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى