(مكة) – متابعة
كان رد فعل الميليشيات الانقلابية تجاه زيارة المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى صنعاء حاملاً بين يديه خارطة طريق جديدة، متردداً ومتحفظاً، بينما الرفض القاطع كان هو رد الشرعية على ولد الشيخ لأسباب عدة، أبرزها الالتفاف على المرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة.
ورغم أن ولد الشيخ حاول في خطابه أن يجذب الأطراف المتصارعة للوصول إلى حل عن طريق الحوار إلا أن مندوب الشرعية في الأمم المتحدة، خالد اليماني، كان أكثر عملية في خطابه ليوضح أن المبادرة الأممية فشلت لأنها قامت على أساس نجاح الهدنة، وهو الأمر الذي لم يتحقق.
كما أكد اليماني أن خارطة الطريق تتناقض مع نفسها ومع المبادئ التي قامت عليها المفاوضات، مشدداً على أهمية انتهاء الانقلاب من حياة اليمنيين.
وكان خطاب المبعوث الأممي في مجلس الأمن قد ألقاه بعد زيارته الأخيرة إلى صنعاء – والتي جاءت عقب فشل الهدنة السادسة والأخيرة في وقف – ولو مؤقتا – لعمليات إطلاق النار بسبب انتهاكات الانقلابيين. ولم يغادر ولد الشيخ العاصمة اليمنية بخفي حنين فقط، ولا بهدنة منتهكة ومنهارة من جانب الميليشيات فحسب، بل وبتصعيد عسكري من جانب الانقلابيين لم يتوقف فقط على إطلاق الصواريخ باتجاه مأرب والحدود السعودية، بل امتد أكثر ليستهدف منطقة مكة المكرمة، ومتسبباً في حملة استهجان وإدانة دولية لاستهداف منطقة تحمل قدسية خاصة عند أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم.