تألقت وتأنقت الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية باستضافة المؤتمر الدولي الثاني بمدينة الأقصر بوابة الشمس مهد الأثار بجمهورية مصر العربية الذي ضم نخبة اكاديمية متخصصة في تضاريس الحضارة وفضاء الفن من أنحاء العالم شدوا بتراتيل الحضارات الإنسانية وتأثيراتها المتبادلة بعين حصيفة , ورؤية ثاقبة ونضحت أوراق المؤتمر البالغة 120 بحثاً كتبت برصانة عقلية متسمة بالعمق والشمولية بعراقة الحضارة والمنهجية والتعدد والتنوع بين الاصالة والمعاصرة , وتميزت البحوث من السامقين بفكرهم بسبر أغوار الحضارة والتراث والفن وبيان مكانتها بين الحضارات الانسانية وأن الحضارة الإسلامية عالمية إنسانية كانت شمساً مشرقة وساهمت بشكل كبير في رفع التقدم والرقي والازدهار المرتكزة على بناء الحقول المعرفية والحقائب الفكرية وخلق الوعي الراقي , وقيم الحرية المنضبطة .
كما نقلت مفاهيم الحضارة من منطقة العاطفة إلى منطقة العقل مؤكدين أن الحضارة تراث إنساني مشترك , ولابد من بناء جسور حوار مع الحضارات الأخرى ونسف أطروحة تصادم الحضارات التي روج لها صمويل هنتنغتون لإشعال فتيل الصراع بين الغرب والشرق مستغلين حاضرنا المخيف والمثير في تطوراته وتداعياته لأن جسد الأمة العربية والإسلامية محتقن لاحتضانه فيروسات الانشقاق والثورات والتوتر والصراع الطائفي ويعاني من التخلف والضعف المطلق وأنه تجسيد لفقدان الوعي وأصبحنا نعيش في حيرة وتشتيت وتمزق نفسي وروح منهزمة لأننا أهملنا الجوانب الحضارية التي ساهمت في أثراء الحضارة الإنسانية وركزنا في تاريخنا وثقافتنا على ما يلقن في مدارسنا وما يطرح في منابرنا الجامعية والإعلامية وخطب الجوامع على تاريخ الفرق والطوائف والصراعات الفكرية التي أدت الى الانقسام والاختلاف في الرأي والرؤية نشرت التدمير والتفكير وثقافة الحقد الدفين والكراهية المتأجحة التي انتجت حروب مدمرة احرقت البلاد وازهقت ارواح العباد كما ابتعدنا عن نشر ثقافة الحوار والتحلي بالتسامح الود والمحبة والتكاتف واسس التعايش وتقبل الآخر ولابد من تنسيق لتوحيد الصفوف كتلاً ومجموعات لمواجهة التحديات لتحقيق الأهداف المنشودة من استنهاض لهمة الأمة وانقاذها من شعار التخاذل وبث روح النهضة والإصلاح والتغيير والتنوير , وتغذية الشعور لدى الأجيال على الابداع والأفكار وغرس قيم الفضيلة لمواصلة دورها الحضاري لصناعة حاضر مشرق ورسم مستقبل زاهر, واستثمار ما يتمتع به العالم العربي من تراث حضاري وامكانات ضخمة ومواقع استراتيجية وتنوع اقتصادي قوي وكثافة بشرية ليخرج من الهامش ويكون في المتن الحضاري ليصنع الوعي وحركة الواقع الفكري والحضاري والثقافي
((الأمم التي لا تجدد ثقافتها لترتقي هي الأكثر تعرضاً للإهانةوالخطر))
ا.د عايض محمد الزهراني
الله عليك.. تسلم ايدك يا دكتور.. ونورت مصر كلها