المقالات

علمتني الحياة (٥)

أن هناك من يصعد سلالم الوظائف بمصاعد قوية الدفع ماركة (فوجي اليابانية) وهناك آخرون لا يجدون أمامهم سوى سلالم الطواري وكثير من الأحيان تكون مقفلة بسلاسل وأقفال يصعب فكّها أو فتّحها.

كما علمتني الحياة أن بعض الرؤساء يقرّبون اليهم الأمّعة وما ادراك ما الأمّعة ، الذي اذا غضب رئيسه هلّت أدمُعه ، واذا رأي الرئيس مبتسماً أشّرقت ضحّكته وصفق الله ما أجّمله، واذا همس الرئيس قرّب سمّعه وسلك أٌذنه.
لكنه ماعلم أن رئيسه هو آخر من سيحّترمه.

كما علمتني الحياة أنه لا يكفي أن تكون مخلصاً ومبدعاً في عملك، فهذا مهم لكن الأهم أن يعرف ويقدر رئيسك ذلك، ويرزقك الله برئيس يخاف الله من ظلم أمثالك.

كما علمتني الحياة أن لا تكون سالاً سيفك في وجه العالم، مقاتلاً ومحارباً كل معتدي ظالم، اختر ياصديقي متى تحارب ومتى تُسالم، وتعلّم ان تسدد وتقارب وتواءم.

كما علمتني الحياة أن هناك أشخاص للأسف في الادارة يخططون فقط كيف يحصلون على المكاسب الشخصية، ورحلات العمل الترفيهية والدورات التدريبية الخارجية ، وهناك كثير يقضون جل عملهم وحياتهم في طحن وخبز وعجن وعمل فيه الكثير من الأرهاق والتضحيات الشخصية، وهم آخر من يحصلون على مايستحقون من تقدير بعكس الغارقون في النعيم .

وعلمتني الحياة أن تبحث ياصديقي عن الادارة ولا تبحث عن الرئيس ، فالرؤساء راحلون وإن خدموك ، ويتغيرون وإن كنت الفتى الذي أحبوك، اما الادارة فهي الباقية ، فلا تختار ادارة لا تلبي طموحاتك ولا تتناسب وتقدر وترعى مهاراتك حتى لا تحكم على نفسك بالسجن المؤبد.

كما علمتني الحياة أن تصنع لنفسك وهجاً يراه القاصي والداني ، وخبرة ومعرفة لا يشكك فيها أول أو ثاني، وأن لا تجعل احداً يستفزك بأي صورة فالقوة في التحكم في ردة الفعل وليس في فعل الفعل، فكم فعل ندمت عليه طول عمرك وفرح به خصمك.

كما علمتني الحياة أن تفرق بين خطاء الأشخاص وخطاء الشركة ، فمعظم الأخطاء والتجاوزات هي أ خطاء فردية وليس نظام في الشركة ، فلا تهتز ثقتك في شركتك ابداً من تصرفات طائشة وقرارات خاطئة من هنا وهناك وتجاوزات فاسدة من اصحاب المصالح والشبهات .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى