يَحارُ المكيون في حال أمانة مدينتهم المقدسة ويتساءلون أهي جهة واحدة مترابطة أم قطاعات منفصلة لا رابط بينها ؟!
فالشوارع مثلًا تُعاني حالاً محزنًا في جُل أحياء مكة المعمورة حتى ليُخيل للبعض بأنها شوارع دولة فقيرة لا يوجد بها جهة معنية بأمور الطرق. ولنا في الطريق الدائري الرابع خير مثال فقد قارب السنتين منذ افتتاحه ولم تزل سفلتته كأسوأ ما يمكن ناهيك عن تخطيطه وتنظيمه وإكمال إنارته ونظافته، في حين تحظى بعض الطرق بعناية زائدة عن الحد دون سبب ظاهر.
في المقابل، نجد همة ونشاطًا مشكورًا في إنشاء وتنظيم الحدائق وممرات المشي والتريض في أغلب الأحياء مما أوجد متنفسًا أفضل لأهل مكة من مواقف حجز السيارات حيث اعتادوا في السابق. مع هذا يجب التنبيه على ضرورة المحافظة على هذه المنجزات صيانة ونظافة، واستحداث القوانين التي تحميها من العبث والتخريب وتُجرَّم المعتدين عليها، فليس من المنطقي أو المقبول أن تُبذل الأموال والأوقات دون وجود أنظمة تحميها، بل وتنميها. مثال على ذلك حديقة جميلة في حيينا حي النسيم، مساحتها ممتازة وبها ألعاب للأطفال، لكن يُعاب عليها قلة الاهتمام بتشجيرها ونجيلتها فتُترك أحيانًا فترات طويلة إما دون تشجذيب أو دون سُقيا لتفسد، ناهيك عن تطاول بعض المفسدين بالدخول لوسطها بسياراتهم مما يُفْسِد زرعها دون رادع من ضمير أو قانون.
القطاع الثالث هو قطاع تنفيذ المشاريع – ولستُ أدري أيوجد قطاع بهذا الاسم أم لا – إذ ترى أحيانًا مشاريع بسيطة تستغرق شهورًا طوالًا دونما حسيب كما حدث ويحدث في تجميل بعض الأنفاق، في حين تتفاجأ في سرعة إنجاز بعض المشاريع كمشروع المواقف المدفوعة في أرجاء المدينة؛ فهل لكونها ذات عائد مادي ساهم في سرعة إنجازها ؟
في الختام، وكما قال سمو أمير مكة المكرمة قبل أشهر قليلة، يجب أن تكون مكة المكرمة – عمرها الله – أجمل وأنظف وأرقى مدن العالم فخصوصيتها لا تكاد تضاهيها مدينة أخرى. فمتى يتحقق هذا الأمر ؟
صادق رضا السنوسي
احيانا تكون
غالبا ما تكون سرعة الانجاز و ارتفاع الجودة و الاهتمام مرتبطة بمن يسكن الحي من السعداء..و قديما قالوا جاور السعيد تسعد..وقفوهم انهم مسؤولون
بارك الله فيك
مقال جميل ولكن لا حياة لمن تنادي