مؤسسة رعاية اﻷتراك المغتربين بالخارج

لم تكن رحلتي إلى تركيا منحصرة على زيارة المواقع المتضررة من الانقلاب أو حتى الالتقاء بالساسة وأعضاء الأحزاب السياسية والمسؤولين واﻹعلاميين، فقد طلبت الخروج عن البرنامج التقليدي المعتاد في مثل هذه الزيارات، والبحث عن معلومات تتناول خدمات الحكومة التركية للأتراك المقيمين في الخارج، بعيدا عن خدمات وزارة الخارجية ووزارة العمل والمغتربين التي عادة ما تهتم بالعاملين في الخارج.
وبين سؤال هنا، وآخر هناك، وجدت أن القائمين على تنظيم البرنامج برئاسة الوزراء التركية أكثر حرصا على تزويدنا بكامل المعلومات التي نرغبها، ليس عن الانقلاب وخطط الانقلابيين ومن دعموهم، بل عن تركيا الدولة وحكومتها التي وضدت علاقاتها في العالمين العربي واﻹسلامي.
وكان التوجه صوب مؤسسة رعاية الاتراك المغتربين بالخارج وأقاربهم بالداخل، وهي مؤسسة أنشئت عام 2010 م وتهتم بالأتراك المقيمين في الخارج، والذين يبلغ عددهم نحو 8 ملايين شخص، القسم الأكبر منهم يقيمون في أوروبا وخاصة ألمانيا، والتي يقيم بها نحو 2.5 اثنين مليون وخمسمائة ألف شخص.
ومن أبرز مهامها :
1 ـ الحفاظ على الهوية التركية في الخارج.
2 ـ المحافظة على العلاقات بين الأتراك المقيمين في الخارج وأقاربهم في الداخل.
3 ـ العمل على دعم مشاريع الشباب المقيمين في الخارج ودعوتهم لزيارة تركيا لتنفيذ مشاريعهم.
4 ـ الاهتمام بتوزيع الأتراك في الخارج، ومنحهم مناصب جيدة
وقد تكون هذه النقاط الأربع هي الأبرز في مجال خدمات الأتراك المقيمين في الخارج.
غير أن خدمات هذه المؤسسة للشباب العرب والمسلمين قد تكون أكثر وأشمل، فهناك نحو 160.000 مائة وستين ألف طالب وطالبة قادمون من دول عربية وإسلامية، تلقوا دراستهم الجامعية لمراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه بالجامعات التركية، وآخرون لازالوا يتلقون تعليمهم بعدد من الجامعات التركية، ومن هؤلاء الطلاب هناك طلاب من عدة دول عربية تأتي في مقدمتها العراق وسوريا ومصر .
وتتم عملية قبولهم وفقا للنسب المئوية الحاصلين عليها، وتتولى المؤسسة إضافة إلى تأمين قبولهم بالجامعات توفير تذاكر السفر لهم من وإلى دولهم، اضافة إلى تامين السكن وصرف مكافآت شهرية لهم.
ورغم حداثة نشأة المؤسسة إلا أن نشاطاتها واسعة داخليا وخارجيا، واستطاعت أن تثبت تواجدها داخل المؤسسات التعليمية الكبرى بالعالم.
وتحرص المؤسسة على دعم وتشجيع الأتراك المقيمين في الخارج لتولي مراكز قيادية داخل المنشآت التي يعملون بها، وتسعى للاهتمام بأقاربهم وأبنائهم المقيمين في تركيا، فهي حريصة على أن ينال المواطن التركي وأقاربه حقوقه سواء داخل تركيا أو خارجها.
كما وأنها حريصة على جعل منحها التعليمية فرصة لإعداد شباب عربي ومسلم متمسك بعقيدته حريص على وحدة مجتمعه العربي واﻹسلامي، ساعيا لمد جسور التعاون لغد أفضل .

أحمد صالح حلبي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اتمني من الرئيس الفذ رجب طيب اردوغان ان يعيد المجد العثماني القائم على الكتاب والسنة وان يلغي كل ما قام به اتاتوررك من طمس للهوية الاسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى