(مكة) – أحمد الكناني
اعتبر الناقد الأدبي الدكتور يوسف العارف أن جمال الشعر عند الشاعر عبدالله الخشرمي والشعر الحداثي في المملكة- يرجع إلى حضور القرية في قصائد الشعر الحداثي. حيث قال العارف: إن شعر الخشرمي فيه أبعاد وتجليات في اللغة والصورة متجددة، وأشار العارف في قراءته النقدية حول اللغة البكر والرؤى والصور الجمالية واللغة الجاذبة عند الخشرمي إلى لفظة “أماه” في النص مسقطا ذلك على النص القروي ومعالم القرى، والسرد الشاعري؛ فالشعرية تتنامى بين الشاعر ونفسه، كما أشار إلى الوصف والتشبيهات الحداثية كما في لفظة “الصمت” حيث تظهر السمات القروية مثل “عرعرة, والرعيان” ولفظة “حرّاس الفناء” كما تجد قرية “قصّار”، والملحمة الخشرمية في ديوان (كلمل) فيها كلمات شعبية مشروحة وعلى يمين الصفحة الأخرى الشعر مثل قناديل.
كما أشار العارف إلى جانب من جماليات الشعر عند الخشرمي؛ وهى إيجابية المفردات، وجزالة التعبير و(المقصدية), والحنين إلى القرية. يقول العارف هو استعادة المفقود كما أسماها الأستاذ محمد ربيع الغامدي في إحدى مداخلاته بالجلسة النقدية ليكمل العارف قراءته بأن (المقصدية) حاضرة في شعر الخشرمي وأن هناك طفلا صعلوكا داخل الخشرمي غير أنه رجل المبادرات، ومعانيه فيها سلاسة وعذوبة ليقرر العارف أن الشاعر عبد الله الخشرمي هو أول من أصدر ديوانًا شعريًّا حداثيًّا .
ويقرأ الخشرمي في الجولة الثانية ومضات ومقطوعات شعرية قصيرة مثل: جنون، وعذبيني, وجنوبيون, وهي وأتسألين ؟! وديوان قبلة للعاشقين. ثم فتحت المداخلات لتبدأها الدكتورة بديعة كشغري ثم الدكتور على الخبتي الذي تحدث عن تحليل الخطاب عن الخشرمي لتختتم هذه الأمسية والتي تعد علامة فارقة من أمسيات منتدى عبقر الشعري بأدبي جدة بومضتين للخشرمي منها (وطن وكفر) ليرد العارف بقوله: الخشرمي فيه الأنا (الذات) من خلال ذاكرة النوارس وهو ملمح نفسي في مجمل شعره، وهذا الغرور أو الثقة بالنفس مستحقا للشاعر.
بعدها كرم رئيس منتدى عبقر الشعري عبدالعزيز الشريف الشاعر عبد الله الخشرمي، والدكتور الناقد يوسف العارف، والزميل خالد قماش ليلتف الجميع حول ديوانيّ الخشرمي ليوقعة لهم مهديهم حروفه.
جاء ذلك خلال أمسية شعرية بمنتدى عبقر الشعري بأدبي جدة مؤخًرا، أدارها الإعلامي والشاعر خالد قماش عضو منتدى عبقر، في حين قرأ الشاعر عبد الله الخشرمي عددًا من نصوصه القديمة والحديثة، والتي استمرت ثلاث جولات مع قراءة نقدية إنسانية ومتخصصة بصورة القرية في شعر الخشرمي.