المقالات

هـــامـــــان

من روائـــــــع الإعجــاز التاريخى فى القـــرآن الكريــــم (هامان)

ومعنى هامان في معجم اللغة العربية المعاصرة [ بصيغة المفرد ] : وزير فرعون موسى عليه السلام، قال تعالى:{ ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون } سورة القصص/ 6.

وهناك مَثَل يردده العامة في مجالسهم :

“على هامان يا فرعون” ، يُراد به أن لا تظهــر مهارتك وقدراتك أمامي، فإن كنت فرعونا فتذكر أني وزيرك “هامان” الذي يعرف جميع أمورك وشؤونك!
و هذا الإسم ورد ذكره فى القرآن الكريم كوزيرٍ لفرعون موسى عليه السلام ، بينما لم نجد أى إشارة عنه فى الإنجيل أو التوراة..هذا ما أثار فضول العالم الفرنسي، والطبيب الجرّاح المسلم وعملاق التشريح د. (موريس بوكاى )..فقام بالبحث فى سر هذا الاسم.
ذهب إلى أحد المختصين فى تاريخ مصر القديمة وعرض عليه الاسم وطلب منه ترجمة معنى هذا الاسم باللغة الهيروغليفية..
أتى له الخبير بكتاب “قاموس أسماء الأشخاص في الإمبراطورية الجديدة”..وفتحا الكتاب ..وكانت المفاجأة أكبر من أى تصوّر…

كان معنى اسم هامان رئيس عمّال مقالع الحجر”…!!
قال (بوكاى ) للخبير: لو قلت لك أنى قد وجدت مخطوطة منذ ألف وأربعمئة 1400 سنة ..كتب فيها أحد العرب أن هامان كان وزيــر فرعــون ورئيســـــــا للمعماريّين والبنّائين..  فماذا ستقول فى ذلك..؟؟
انتفض الخبير من مكانه وصرخ قائلا : مستحيل، هذا الاسـم لم يردْ ذكــرُه إلا علـى الأحجـــار الأثرية لمصر القديمة وبالخط الهيروغلوفي.. أحدهـا موجــود في متحف “هوف” في “فِيَنا” عاصمة النمسا..
وهذه المعلومة لا يذكرهـــــا إلا شخص قام بفكِّ رموز اللغــة الهيروغليفية، وعرف معنى كلمة هامان..؟؟.وهذا لم يتم إلا عام 1822…أين هذه المخطوطة..؟؟
حينئذ فتح ( بوكاى) نسخة مترجمة من القرآن الكريم، وقال له: اقــرأ …. فهذه هي معجزة محمد ، إنَّـه القرآن الكريم :
((وقال فرعونُ يا أيُّهــــا الملأ ما علمْتُ لكم من إلهٍ غيري فأوقدْ لي يا هـامـانُ على الطين فاجعل لّي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين ( 38 )) سورة القصص.

 

وقد طلعت علينا إسرائيل من سنوات لتدّعي أن مهندسيها الأوائل هم من بنى الأهرامات، ونظرة جذورية ىفاحصة تدحض مزاعمهم ودعواهم  الكاذبة وتثبت أنهم قوم بهت بل من أكذب وأسفه مخلوقات الله، وما من لوثة في التاريخ على مرِّ الزمن إلا ولبني إسرائيل قصب السبق فيها.

 

لنقرأ الآية الكريمة السالفة ونعرف أن البشر بما فيهم بنو إسرائيل عاجزون عن حمل حجارة وزن الواحد منها يفوق العشرة بل العشرات من الأطنان، فكيف يحملونها ويرفعونها فوق بعضها ؟؟؟

طلب فرعون كما ورد في النص القرآني الكريم من هامان أن يرفع له مقومات الحجر ضمن قوالب خشبية فيضغطها ثم يحرقها وتبقى في مكانها ويصنع بعدها الحجر الثاني والثالث و و و ….. وهكذا يرفع مقوّمات الحجر ومكوناته وليس الحجر الضخم الهائل الوزن.


ولنلاحظ ، كلما اكتشف العلماء حقائق علميّــــــة جديدة كان للقرآن الكريم السَّبق في ذلك، فنحن في كتاب الله أمام معجزة متجددة تناسب كل زمان ومكان، فالقرآن كتـــاب مُعجزٌ للبشر جميعاً كلٌّ حسب اختصاصه..

حقـــا لا نملك إلا أن نقول:
سبحــــــــــــــان الله والحـــــــمد لله !! ونصلى على رسول الله الأمين..

========== هامش:

*في العربية، يطالعنا الفعل(هام) على النحو التالي:

هام هَيْماً، وهَيَماناً: خرج على وجهه في الأرض لا يدري أين يتوجّه. وهام في الأمر: تحيَّر فيه و اضطرب وذهب كلّ مذهب. وفي التنزيل العزيز يقول تعالى عن الشعراء: {ألم تر أنّهم في كلّ وادٍ يهيمون}أي: يتناولون كلّ نوع من أنواع الكلام فيغلون فيه، مدحاً كان أو ذمًّا.

 وهام فلانٌ هُياماً: اشتدّ عطشه. وهام بفلانة: هُياماً، وتَهْياماً: شُغِف حبًّا بها. فهو هائم، ( ج ) هُيّام، وهُيَّم.و( هَيَّمَ ) الحُبُّ فلاناً: جعله ذا هِيام.( اهْتَامَ ) فلانٌ لنفسه: احتال لها واكتسب.( تَهَيَّمَ ) فلانٌ: مشى أحسن المشي. وهامت المرأةُ الرجلَ: جعلته يهيم بها.( اسْتُهِيم ) فؤادُ فلان: هام.و( الأهْيَم ) مِن الرِّجال ومِن الإبل: العطشان أشدّ العطش. وهي هَيْماء. ( ج ) هِيم. وفي التنزيل العزيز: {فشاربون شرب الهِيم}وهو مرض الاستسقاء، تشرب الإبل المصابة به ولا تشرب، وهو نتيجة خلل في غدة تحت المهاد. وليل أهْيَم: لا نجوم فيه.و( الهَيَام ) من الرَّمل: ما كان تُرَاباً دُقاقاً يابساً لا تستطيع أن تُمسك به لدقَّة ذرَّاته. ( ج ) هِيم.( الهُيَام ): الهَيام. وـ أشدّ العطش. وـ داء يصيب الإبل فتهيم في الأرض لا ترعى ولا ترتوي مهما شربت كما قدّمنا آنفـاً. والهيام الجنون من العشق.

( الهَيْم ): هَيْم الله: قسم مثل: ايم الله.( الهَيْمَان ): العطْشَان أشدّ العطش. وـ المحبّ الشديد الوجْد.و( الهَيُوم ): المتحيِّر. وكل هذا الذي ذكرناه لا علاقة له ببحث هامان ولا اسمه، فالاسم من اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) غير عربيّ.

د. محمد فتحي الحريري

باحث في شؤون اللغة والاسرة وعلم التربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى