الصحفي المتجول
تصور وأنت تقف بين يدى الله عز وجل في أحد المساجد مؤدياً فريضة الصلاة وإذ بأحد المصلين يقف إلى جواركم أو في الصفوف الأولى وهو في(حالة غير طبيعية) يتمتم بكلمات غير معروفة ثم سرعان مايسقط على الأرض أو يعتدى على أحد المصلين لتتدخل الشرطة وتقبض عليه وهو بهذه الحالة (سكران)! وأثناء التحقيق معه أفاد بأنه سمع فتوي دينية تجيز ((للسكاري)) أداء الصلاة وهم على هذا الحالة( الطينية)!!.
ليس هذا سيناريو لمسرحية ساخرة من تأليف الأستاذ( حبلص) وإخراج (أبو دلش) وبطولة الفنان (أبوبكش) ولكنها ناتجة عن فتوي أصدرها أحد علماء الأمة ومفتي سابق لدولة عربية والذى أفتى بجواز شرب الخمر لأنه حسب قوله أن تناول الخمر لا ينقض الوضوء وقال بالحرف الواحد : شرب الخمر لا ينقض الوضوء والمضمضة تكفي! (ياحرام) ولقد كثرت مثل هذه الفتاوي والإدعاءات الغريبة الصادرة عن بعض العلماء ورجال دين معروفين أو غير معروفين حتى أن أحد هؤلاء (رجل دين معروف) أجاز حضور حفل موسيقى راقص ومختلط وقال بالنص أنه لامانع لديه من إصطحاب زوجته المصون لحضور حفل غنائي راقص تحييه مطربة معروفة ! ومن الفتاوي الغريبة أيضاً المنسوبة لأحد رجال الدين أباح فيها النظر إلى المرأة التي ينوي الزواج بها وهي تستحم (عارية)، مشيرا إلى أن الصحابة فعلوا ذلك لمعرفة صلاحها كزوجة أم لا. وفتوى أخرى صدرت في بلد عربي زعمت أن الإقامة على سطح كوكب المريخ ليست من الإسلام في شيء.
وأفتى أحدهم بجواز طلب النساء السوريات وتحويلهن إلى جوار وإماء. وأفتى عالم دين آخر بضرورة أن يتصل الزوج بزوجته هاتفياً قبل المجيء إلي المنزل، قائلاً لأحد المستمعين: اتصل بها يا أخي، افرض أن معها أحد اتركه يمشي” !! وتعود خطورة مثل هذه الفتاوي والتصريحات الغريبة كونها تصدر عن رجال دين وعلماء مما يجعل البسطاء يصدقونها ويتعاملون بها ، فإذا كانت مثل هذه الأقوال والمزاعم تصدر عن أناس قدوة ورجال دين معروفين فهل نلوم الجهلاء والمجانين!.
حبذا لو تم إصدار قوانين لعقوبات راعة في كافة البلدان الإسلامية تقضي بمعاقبة كلاً من يصدر مثل هذه الفتاوي ومنعه نهائياً من ممارسة مثل هذه الأعمال حتى لايتسبب في إثارة البلبلة لدى الناس!!
أحمد سعيد مصلح
سيدي الكريم ، مع حبي و احترامي ..
بعض ما ذكرت من الفتاوى أُجتزأت و سوقت إعلاميا و أنت أجل من التعريض بقائليها قبل التثبت مما قالوه