× لا يمكن بحالٍ أن يكون عشق الرياضة، وكرة القدم تحديدًا للمقتدرين ماديًّا فقط. ففي كل العالم نلحظ هوس التشجيع، وحب متابعة منافسات الرياضة الأولى ومن جميع الناس على اختلاف مستوياتهم .
× وعليه فإن الحديث عن كرة القدم لدينا لا يمكن النظر إليه بمعزلٍ عن العرف العالمي، القائم على أن الرياضة للجميع، وأن أغلب عشاق هذه الرياضة من الطبقة الكادحة كما هو حديث المدرجات .
× والاتجاه إلى تشفير دوري جميل، وإن كان في عرف أرباب البيزنس حق مشروع على ذكرى ذلك التصريح الخنفشاري: كما تدفع لتأكل ادفع لتشاهد ! حتى وإن كانت النهاية ” لهط ” الحقوق وعلى المتضرر ضرب رأسه بالحيط .
× إلا أن الإقدام على هذه الخطوة “القريبة” هو ممارسة للإقصاء في حق كل الجماهير، دون أي اعتبار لقدراتهم المالية، ودون مراعاة لمشاعر عشقهم لأنديتهم، ومن متى وأرباب ” البيزنس” يراعون مشاعر أحد ؟
× فكون التشفير قادمًا فذلك لا يعني الصمت عن حق يجب أن يتدخل صنّاع القرار لحمايته، فلكل فرد حق في أن يتابع ناديه وبالمجان دون إكراه على: ادفع لتشاهد أو إللي ما عندوش ما يلزموش .
× وبما إن اتحاد كرة القدم نهم باتجاه البحث عن عوائد مادية حتى، وإن كانت تتعارض من المبادئ الصحية كما هي رعاية شركة المشروبات الغازية، أو تتعارض مع حق صريح للفرد بمشاهدة ناديه المفضل .
× إلا أن ذلك لا يمكن تمريره تحت ستار : المخرج عاوز كدا. فالرياضة مبادئ والمبادئ لا يمكن مصادمتها أو مصادرتها، وعليه سأقول وبالفم المليان: مو من حقكم التشفير ! فكرة القدم هي اللعبة (الشعبية) الأولى في العالم، فهل أخذتم بالكم مما بين القوسين أم أن الجشع جعلكم ترونها ( الغنية !!)
× ثم كيف لكم اليوم أن تشفروا محليًّا وتطالبوا الجماهير غدا بالحضور لدعم الأخضر، وكأنكم بذلك لم تروا إلا جيوب هذه الجماهير (الغلبانة) ماديًّا، وعندما تحتاجونهم تبدعون في مخاطبة مشاعرهم، ونخوة الفزعة لديهم، فيا حمرة الخجل في زمن تسيره المادة كيفما تشاء وتريد !
× إن التشفير ليس هو الحل لأزمة الأندية المادية، في وقت كان يفترض أن تبحثوا عن حلول عاجلة لما تُعانيه الأندية من ديون قصمت ظهرها، بدلًا من أن تتجهوا إلى جيوب شباب ( نتفت) جيوبهم البطالة .
× ولعل في تقليص رواتب اللاعبين بما يتوافق ومؤهلاتهم الدراسية، ووضع سقف أعلى لتلك الرواتب بما يمكن معه توزيع راتب اللاعب الواحد اليوم على مجموعة لاعبين، ومنع مقدمات العقود، وجعل تلك الأرقام الفلكية في رواتب اللاعبين الشهرية وبعضهم ( يتلخبط في قدميه) شيء مما يجب تصحيحه وعاجلًا .
× كل ذلك مدعاة لأن يهدي زوبعة الديون التي وصلت لأرقام فلكية من الصعوبة بمكان سدادها عبر إدارات هاوية؛ جاءت لتنقذ ما يمكن إنقاذه، فغرقت في محيط من المطالبات المادية التي لا يمكن أن يكون سدادها عبر تشفير إن عدنا لحقيقته فإنه وبرغم كونه مصادرة لحق مشروع إلا أنه في ذات الوقت ليس أكثر من نقل عادي ليس فيه ما يمكن أن يقال عنه : يا حظ المشتركين وفال القرار ( لا ) للتشفير !!
خالد مساعد الزهراني