الباحث في أدب التاريخ الإسلامي والإنساني- جدة
عندما دعا سيدنا نوح- عليه السلام- على الجيل الثامن من أحفاد أبونا آدم الذي لبث فيهم ألف عام إلا خمسين سنة.
أتى أمر الله لنوح أن اصنع السفينة، وبعد الانتهاء من صناعتها أمره الله أن يأخذ من ذوات اﻷرواح زوجين يعني من الحمام زوجين وكذلك القطط والخيل ..إلخ إلخ، ثم أمره أن يركب السفينة هو وأهله والمؤمنين وكان عدد المؤمنين ثمانين من النساء والرجال، وقد رتبهم سيدنا نوح كالتالي:
الدور اﻷعلى للبشر.
الدور الأوسط للبهائم، وأمرهم ألايتزاوجوا أثناء الرحلة..
أما الدور اﻷرضي فكان للمؤونة للجميع.
ثم أتى أمر الله وفار التنور، وقيل إنه في جنوب العراق حاليًّا وبدأ الماء من الأرض ومن السماء وبقي هذا الحال لمدة ستة أشهر؛ حتى أصبحت الكرة اﻷرضية ماء لايابسة فيها، ثم أتى أمر الله .. (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي).
ثم استوت على الجودي، وهو جبل مبارك بين سوريا والعراق وتركيا، وهو داخل اﻷراضي التركية، وهو أحد الجبال الخمسة التي أمر الله الملائكة إحضار حجارة الكعبة منها؛ إضافة إلى جبل أبي قبيس بمكة والذي كان مدفونًا فيه سيدنا آدم قبل الطوفان، وحمله نوح معه في السفينة وقيل بعد الطوفان دفنه في الهند والله أعلم.
ومنها جبل الطور بسيناء، ويُقال إن بعد هذا الغرق تشكلت البحار وتفككت اليابسة لتصبح على ماهي عليه الآن؛ فقد كانت اﻷرض جزيرة تحيطها البحار من كل الجهات، وحكمة الله اقتضت تفكك كتلة اﻷرض لتتشكل القارات الموجودة الآن؛ استعدادًا لتعميرها من جديد من خلال أبي البشر الثاني نوح والذي من نسل أبنائه الثلاثه سام وحام ويافث خرج البشر الموحدون لله، وقد أيد الله هذا المعنى بقوله .. (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ).
والمقصود نوح ..
فسام أتى من نسله العرب والعجم، وهم فارس واﻷكراد والترك والروم.
أما يافث فهو أب سكان الشرق مثل الصين واليابان وكوريا، وإندنوسيا وماليزيا.
أما حام فهو أب القارة اﻷفريقية، وقد رفض حضور وصية والده عند موته فصابته دعوة السواد وذريته إلا ابنه مصرائيم الذي استثناه جده نوح؛ ﻷنه حضر وصية جده نوح رغم عدم طلبه، فنجى من الدعوة وذريته، وهم يسكنون شمال إفريقيا مثل البربر واﻷقباط والفراعنة.
وأود أن أختم بحادثة طريفة حدثت أثناء ركوب السفينة .. فقد حصل تجاوز ﻷمر سيدنا نوح بعدم التزاوج أثناء الرحلة حتى لايزيد العدد، وتثقل حمولة السفينة والتجاوزحصل من الكلب والكلبة فقد تزاوجا.
فاغتاظت القطة من فعلهم فوشت بهم عند سيدنا نوح، فاستدعى الكلب والكلبة وسألهم فأجابوا بنعم بأنه حصل التزاوج.
ولكن سيدنا نوح اغتاظ من القطة أو البسة التي فتنت على الكلب والكلبة، فدعى عليهم أي القطة والكلاب بالفضيحة أثناء التزاوج، ومن ذلك التاريخ وقعت العداوة بين البساس والكلاب؛ إضافه الى أنه إذا تزاوجا علمت بذلك الجن والإنس والحيوانات لمايحصل لهما من هتك لسترهم اثناء التزاوج.
*راجع قصة سيدنا نوح في كتب التاريخ الإنساني.
عبدالله التنومي