قيم تربوية ووطنية نغرسها في نفوس فلذات أكبادنا، ولعل أولها الوطن.
فعندما يجد ابن الشهيد في مدارسنا اهتمامًا، فنحن نغرس قيمة تعني الوطن، فالوطن عز والدفاع عنه واجب، وأمنه مسؤولية والاستشهاد في سبيله جنة.
ونخبر أبناءنا الطلاب، نخبرهم بجزاء شهيد الوطن في الدنيا والآخرة، نخبرهم أن الأموات لن يعودوا ولكن الشهيد حي باقٍ عند ربه ينعم بخيرات الجنة ونعيمها، نال شرف الشهادة في الدنيا واستحق وسام العز، مثلما قال سبحانه وتعالى في محكم آياته:(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
نخبر ابن الشهيد أن أباه لم يمت ولم يتركه وحيدًا خائفًا منكسرًا، بل ترك له وطنًا يرعاه وطنًا يفخر به، ونخبر أم الشهيد أن فلذة كبدها رحل بشرف وترك لها بشارة الجنة. وستستمر أم الشهيد بدعائها بأن يحفظ الله هذا الوطن آمنًا مطمئنًا، وستواصل تضحياتها وستقطع عهدًا على نفسها بأن ما وهبها الله من أبناء هم فداء لوطن لن يتعوض.
إن سجلات التاريخ ستظل تُسجل لشهيد الوطن ملاحم البطولة والبسالة، وستحكي وقفاتهم وبطولاتهم. وسنظل نذكر شهداء الحق والواجب أزمانًا طويلة.
عندما نتحدث عن رعاية حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- لأسر الشهداء رعاية يطول الحديث لما تحويه من كرم ونبل تشمل جميع جوانب الحياة من حوافز مادية، وتسهيلات، وتسديد قروض، وديون، وتوفير مسكن كريم، والحرص على تحقيق الحياة الكريمة لهم. وطن بهذا الكرم والعرفان بالجميل ألا يستحق التضحية؟!
ولكن ما واجبنا نحن كتربويين تجاه أبناء الشهداء في مؤسساتنا التعليمية؟ في البداية هو الاحتواء حتى ننسيهم مرارة الفقد، نغدق عليهم من الحنان والحب ومشاعر الفخر، فيجب أن تطغى على مشاعر الاستعطاف، وأن نعزز قيمة الوطن والشهيد في نفوسهم.
نرسل لهم في كل صباح رسائل إيجابية تخبرهم بأن الشهداء هم فخر يتجدد ومثل يحتذى وذكر خالد سيذكرهم الوطن طويلًا، وستذكرهم أجيال قادمة، تخبرهم بأن لهم بإذن الله غدًا مشرقًا في وطن آمن شامخ، ومجتمع محب ينظر لهم بكل حب وفخر. فهنيئاً لكم يا أبناء الشهداء بهذا الشرف الخالد المتوارث.
كلمات تعني الكثير نقلتها لنا النيرة بنت غلاب؛ لتكشف لنا جانبًا تربويًّا مهمًا تجاه أبناء الشهداء.
محفوظ الغامدي