(مكة) – متابعة
ما منع “جرير” من زيارة قبر زوجته لم يمنع دخيل السرحاني في “قارا”، بمنطقة الجوف السعودية من زيارة قبر زوجته، التي توفيت قبل نحو 5 أشهر.
بيت الشعر الذي قاله جرير:
لولا الحياءُ لهاجني استعبار
ولزرت قبرك والحبيب يزار
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمواطن سبعيني يقبل قبراً، يسنده حفيده في صورة من صور الوفاء بين رجل وزوجته.
دخل الله مطلق السرحاني ذو الـ 75 عاماً فقد زوجته منذ خمسة أشهر، ليفقد معها النطق بعد إصابته بجلطة، كما أن حركته أصبحت صعبة للغاية وأصبح لا يقدر على الحركة.
عبدالرحمن، الحفيد الأصغر لدخيل الله، قال: “اعتدنا كل جمعة زيارته والجلوس معه، وعندما كنت عنده يوم الجمعة الماضي طلب مني بالإشارة أن يزور قبر زوجته”.
وأضاف “ذهبنا للمقبرة وللقبر، وأنا أسنده لصعوبة حركته حتى وقفنا على القبر، وقال لي دعني أشم رائحتها لينزل لها ويقبل تراب القبر في مشهد مؤثر”.
وأوضح السرحاني أنه لم يتوقع أن تنتشر هذه الصورة بهذا الشكل اللافت خصوصا أن تصويرها كان للأبناء إلا أن الجميع تناقلها، وكتب عليها تعليقات متعددة من مشاعر يشعرونها تجاه من يحبون من موتاهم.
السرحاني وزوجته
قصة هذا الحب تجاه شريكة حياته، التي فقدها منذ 5 أشهر، ترجمها دخل الله السرحاني بهذه الزيارة التي لم تعد الأولى، بل كانت متعددة ولصعوبة حركته يحتاج دخل الله لمن يسنده تجاه مثوى حبيبته الأخير في مقبرة قارة.
“فلحا”، هي زوجته التي فقدها بعد أن عاش معها فترة طويلة قبل أن تتركه وترحل، تاركةً لها معه قصصاً لن ينساها في حياته، حيث كانت تهتم به بعد أن فقد الحركة قبل نحو خمس سنوات وتراعي كل ظروفه، فهو مع “فلحا” لم يفقد شيئاً وكأنه لا يزال يتحرك ويمشي، فقد كانت قدمه وعينه ولسانه.
السرحاني ودّع زوجته “فلحا”، ولسان الحال يقول ما قاله “الطغراني”، حزناً على زوجته:
إن ساغ بعدك لي ماء على ظمأ
فلها تجرعت غير الصابر والصبر
وإن نظرت من الدنيا إلى حسن
منذ غبت عني فلا متعت بالنظر
وأنَّكِ مهما تأمرِ القلبَ يفعلِ.