شهد صباح ١١/٩ وقائع ليست بالعادية ، فقد تسمّر العالم أمام الشاشات لمعرفة الزعيم الجديد للبيت الأبيض، وما إن فاز الرجل الأشقر على المرأة المتشيقرة حتى خرجت القنوات بتحليلاتها ، وبغض النظر عن فوز “ترامب” وخسارة “هيلاري” فالأمور محسوبة هناك ومحسومة ، وما الرئيس القادم إلّا دمية في يد اللوبي الصهيوني وصقور الكونجرس، والعجب أن كثيرًا من المحللين العرب أخذ يبث الرعب ويتذكر تصريحات المرشحَيْن وعدائهم للإسلام ….إلخ .
ونقول : نحن مَنْ يرسم طريق حياتنا ، فعندما نعود إلى ديننا ومرتكزاتنا وما كان عليه سلفنا الصالح ، فلا يهمنا من يأتي ولا من يذهب ، والعاقل من اعتبر بغيره وأخذ من الأحداث والشواهد خير دليل ، فالله أراد لذلك الرجل الفوز ، ولكن ماذا لو فازت “هيلاري”؟ هل سيتوقف نزيف دماء المسلمين ؟ كيف ستكون مآلات القضية الفلسطينية ؟ هل سفّاكو الدماء بمعزل عن المساءلة القانونية ؟ هل سيقدم للمحاكمةمن قتل ملايين المدنيين هنا وهناك ؟ الجواب لا يختلف من رئيس إلى رئيس كلهم شركاء في الكوارث ، والإقامة في البيت الأبيض ما هي إلّا مسألة تعبئة فراغ ليس إلّا، والسياسة هي السياسة ، والخطوط العريضة والدقيقة مرسومة لا يحيد عنها في نظرهم إلّا هالك ، ولنا أن نتذكّر “أوباما” عندما وصل للبيت الأبيض كيف استبشرنا خيرًا ، فلمْ يختلف عن سابقه سيء الذكر “بوش الابن” ، إلّا في لون البشرة ، نعم السياسة والعقلانية والمداراة مطلوبة ، ولكن علينا أنفسنا نصلحها ونقومها كما ينبغي في مرضاة الله وطاعته ، فمن ابتغى العزة بغير الإسلام ذل وانتكس ، والحمل علينا ثقيل في تغيير نمطية الصورة التي رسمها أعداؤنا عن الإسلام والعرب خاصة ، ولن يتأتى ذلك إلّا بالعودة الحقة إلى الله ، وعلى العرب أن يكونوا يدًا واحدة وكذلك المسلمين ، وأن يعتصموا بحبل الله جميعًا وينبذوا الفُرقة والخلاف ، وأن يتذكروا قول الشاعر :
تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعن تكسُّراً
وإذا افتــــرقَن تكــسّرتْ آحادا
لافض فوك يادكتور..
أرجو أن لاتطيل علينا الغياب كثيرا
تحياتي لك.
البيت الأبيض أشهر من أن يُعرّف، لكن من الخارج فحسب وفي حدود المسموح ،
بيد أنك أوجزت خفايا البيت الأبيض في مقالك .
فلا فض فوك ولا عدمك محبوك .