عندما تريد أن تتقن مهارة ما فلا يكن همك هو التغير الكبير السريع فهذا لن يجدي نفعاً في كثير من الأحيان، بل ليكن همك هو التغير الناعم البطيء الذي يأخذ وقتاً لكنه أكيد المفعول فيكون التغيير والتقدم للأمام بمقدار 1 ملم يومياً، وقد لا تلاحظ هذا التغير الآن أو بعد أسبوع أو حتى بعد شهر لكن سوف ترى مدى التغير والتقدم الكبير بعد سنة، وسيكون التغير الأكبر بعد خمس سنوات وهكذا.
ولنأخذ أعظم لاعبي كرة السلة في التاريخ / مايكل جوردان مثالاً على ذلك:
فعندما كان الفتى مايكل طالباً في الثانوية أراد أن يدخل عالم الكرة البرتقالية فذهب إلى مخيم صيفي لكرة السلة لاختيار فريق يمثل المدرسة الثانوية، وقد أعجب الجميع من مهارة مايكل إلا المدرب الذي استبعده من القائمة لقصر قامته، فذهب الفتى إلى منزله يجر أذيال الخيبة وبقي في غرفته حزيناً من استبعاده.
وبعد فترة ذهب إلى المدرب وسأله سؤالاً ذكياً: بناءً على إمكانياتي الحالية ما المطلوب مني لكي أصلح أن أكون لاعباً لكرة السلة؟ فأجابه المدرب أن عليك أن ترمي الكرة داخل السلة 500 مرة في اليوم لمدة عام كامل.
فأخذ الفتى يتمرن بجدية وانضباط كل يوم، ووضع له هدفاً في اليوم الأول أن يضع الكرة داخل السلة لمرة واحدة من الخمسمائة رمية حتى لو أضاع الباقي، ويكون هدفه في اليوم الثاني أن يضع الكرة داخل السلة لمرتين، واليوم الثالث ثلاث رميات… وهكذا.
مع مرور الوقت تمكن الفتى مايكل من هذه المهارة بإتقان، بالإضافة إلى المهارات الأخرى وصار فيما بعد لاعباً يشار له بالبنان، ليس هذا فقط بل أعظم لاعبي كرة السلة في التاريخ، جاذباً عقود الرعاية وتصوير الإعلانات مع كبرى الشركات للتوقيع معه بعشرات الملايين من الدولارات.
وبمناسبة الحديث عن تصوير الإعلانات حصل موقف طريف مع جوردان: أثناء سريان عقده مع إحدى الشركات الراعية الكبرى والمشهورة على مستوى العالم أتته الشركة المنافسة لكي تصور معه إعلاناً فكرته أن يلبس ملابس الشركة الأولى ويتم التعتيم على شعارها أثناء الإعلان ويرمي الكرة ولكن يجب عليه ألا يدخلها في السلة بل مطلوب منه إضاعتها، ثم يأتي مرة أخرى ويلبس ملابس الشركة صاحبة الإعلان ويسدد الكرة داخل السلة فيحرزها – هذه هي فكرة الإعلان، وفعلاً اتفقوا وبدؤوا التصوير.
الطريف في الأمر أن جوردان كلما سدد الكرة خارجاً فإن الكرة تأبى إلا أن تدخل داخل السلة. أرأيتم كيف تمكن من المهارة؟!
كان جوردان يتقاضى سنوياً 94 مليون دولار، وفي عام 2015 تخطت ثروته المليار دولار حسب مجلة فوربس.
وهناك لاعب آخر من أساطير NBA كان يلعب في نفس فترة جوردان ألا وهو شاكيل أونيل الذي كان يتقاضى 30 مليون دولار سنوياً من رواتب وعقود رعاية… الخ، وفي عام 2015 تخطت ثروته 350 مليون دولار.
نقف عند هذا الحد ونطرح السؤال التالي:
كم الفرق بين ثروة مايكل جوردان وثروة شاكيل أونيل؟
وقبل الإجابة عن هذا السؤال أود أن أنبه السادة القراء إلى أن إجابة السؤال ليست الإجابة المنطقية الحسابية بل هي أعمق بكثير.
والجواب هو أن الفرق بين ثروتي اللاعبين/ 1 ملم.
مقال راائع كروعة كاتبه
وفقك الله ياكوتش ??
النجاح لا يتحقق إلا بالإصرار وعدم التوقف عن محاولة التقدم والتطور في مواصلة الجهد والعمل الدائم لتحقيق هدفك مقال رائع وفقك الله
متألق في طرحك كوتش سعد
وتتميز كتابتك بالتخطيط التكتيكي في صياغة النص
مبارك عليك هذا الطرح المتميز
وننتظر المزيد و نترقب الجديد
مقال استمتعت في قراءته وماحواه من قصص نجاح وإصرار. دوماً مميز في طرحك، ،
مقال في طياته تحفيز نحو التقدم بمعنى التقدم بالكيف وليس بالكم. جميل رعاك الله ننتظر المزيد
مقال مقنع لأصحاب الطموح ، لا تستطيع أن تتركه حتى تنهي آخر حرف فيه !
1ملم هي الفرق الذي يجب أن تحدثه في حياتك لتنتقل مما أنت عليه الآن إلى أبعد مدى لم تكن تتصوره بينما رسمته للمستقبل وها أنت بالممارسة والتمرين وإعادة المحاولة قد وصلت ……
كل التوفيق لك أخي الرائع الكوتش سعد
مقال جميل كجمال كاتبه
سلمت أناملك ???
الفرق هو ( ١ ملم ) فعلًا .. فحينما نملأ القلب دفعة واحدة بالحب فإن مصيره غالبًا ما يؤول إلى الكراهية نهاية المطاف فهو كالكأس حينما يمتلئ دفعةً واحدة ينسكب الماء منه لعدم اتساعه .. ولكن حينما نملأ القلب بالحب قطرةً قطرة تمامًا كالحب الذي يكبر مع الطفل لوالديه فإن التعلق بهما أخيرًا يصبح كما الفرض في قلبه يأبى أن يتزحزح منه.. وذلك كلما ازداد القلب قطرة حب كلما ازداد اتساعه لها لآخر العمر .
كوتش أُهنئك على هذا المقال التحفيزي .. سلمت يدك أخي سعد .