المقالات

الثقافة الغائبة

ليس منا من هو معصوم عن الخطأ .كلنا نخطئ وهذه سنة الله عند خلقه
هذه الحياة نعيشها أيام سعيدة وأيام حزينة
نتعامل معها من خلال مشاعرنا المتقلبة /فرح/حزن/محبة/كره/ضيق/رضى
لكن هل هذا يعطينا العذر أن نتجاهل مشاعر الغير أو نجرح إحساسهم أو نتعدى على حقوقهم ؟للأسف هذا ما يفعله الكثير منا
قد نخطئ ولكن دائما لدينا أسباب تدفعنا الى
ذلك فتجدنا أبدع من يقدم الأعذار والاعتذار
المشكلة أننا لا نعانى فقط من الجهل بأساليب
الاعتذار بل نكابر ونعاند .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كل بنى أدم خطاء وخير الخطائين الثوابين ))
هذا أبونا آدم عليه السلام .اعترف بذنبه
لما أخطأ وسارع الى ذلك ولم يحاول تبرير
ما وقع فيه من إثم بمخالفة أمر الله والأكل
من الشجرة المحرمة عليه هو وزوجه لم يراوغ
أو يتكبر((قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ))الاعراف23
جميل أن نسارع بالإعتراف بالخطأ ونرجع الى
الصواب ؛هكذا تكون صفات المؤمن الحق .
أيضا ملكة سبأ لم يمنعها ملكها ومالها ومكانتها أن تعترف بخطأها فى عبادة غير الله وأعلنت اعترافها لسليمان عليه السلام حينما رأت قدرة الله وحكمته عليه .
كم نحن بحاجة الى الإعتراف بأخطائنا حتى
تستقيم الحياة وتتضح القيم والمفاهيم
ويدرك كل واحد منا مسؤولياته وواجباته
لنصبح مؤهلين لقيادة أسرنا ومجتمعنا وتعليم
دروس الحياة التى تقوم على الحق والعدل
.ما أجمل أن يقف المدير أمام موظفيه ويعترف بخطأ ارتكبه فى حق موظف أو موظفة .ما أجمل أن يعترف الزوجان بأخطائهما تجاه بعظهما البعض فكم من بيوت
هدمت وأبناء تشردوا بسب عناد الزوجين
مع أنهما كان يكفيهما الاعتذار لتشيع المحبة
والألفة بينهما .
كذلك الأصدقاء والجيران .
الإعتذار ثقافة نابعة من الثقة بالنفس وقوة الشخصية .ليتنا نربى هذه الثقافة فى نفوس
أبنائنا من خلال دروس وحملات توعوية
فى مدارسنا وجامعاتنا وأماكن عملنا
وليس ذلك صعبا خصوصا ان مجتمعاتنا العربية تنعم برصيد كبير من القيم الجميلة
والأصيلة .
من يريد ان يصبح وحيدا فليتكبر وليتجبر
وليعيش فى محيط لا يراه سواه .
ومن يريد العيش مع الناس يرتقى بهم لا عليهم فليتعلم فن الإعتذار .
اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا إتباعه
وأرنا الباطل باطلآ وأرزقنا إجتنابه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى