كثير ما يتحدث المسؤولون عن النقلة التي أصبح الحديث عنها من باب المكرر الممل ، ليس لذات النقلة ، ولكن لأن الواقع عكس ذلك تماماً ، ولعل فيما تم إعلانه من أسماء مرشحات الوظائف التعليمية ـــ الذي تمخض بعد سبعة أسابيع من بدء العام الدراسي عن مفاجآت كثيرة ـــ أهمها عدم مناسبة العدد مع كم الخريجات العاطلات ، فضلاً عن ملاحظات أخرى أشبعت طرحاً هنا وهناك .
إلا أن ما أنا بصدد الحديث عنه أن بطالة الخريجات تعد هدراً لقدراتٍ الوطن أولى بالاستفادة منها ، خاصة أن في ذلك الطابور الطويل من الخريجات القديمات العاطلات نماذجَ متميزة ، شاهدهن في ذلك معدلات تخرج عالية ، ومراتب شرف ، وشهادات تقدير كلها اليوم ” مركونة ” على الرف ! لم تعد عليهن بشيء ، عدا من موال ترقب ، وسؤال يولد مع كل صباح : هل من جديد ؟!
ومما يصيب بالمزيد من الحسرة على واقع الخريجات القديمات العاطلات أن منهن من مضى بها قطار العمر ، فأكلت سنوات الانتظار الطويل أطراف الأمل ، فماذا بقي غير الطبطبة على رأس الواقع بمسكنات ” اللي ما يكتب عسر ” ؟! ، وكما مضى العمر فليأخذ معه كل شهادات تعب السنين ، التي لم تعد على الخريجات بثمرة مادية ، تنقل واقعهن من خانة ” العوز ” ، والحاجة إلى الاكتفاء بالعائد من عرق الجبين .
في وقت لازال طابور البطالة يتمدد بكل اتجاه ، وكأن المسؤول لا يعنيه ذلك شيئا ، بدليل أننا لم نلمس حلولاً عملية ، أو قُل رؤية تجعل حل البطالة في بؤرة الاهتمام ، تلك البطالة التي هي في الواقع نتاج تأجيل الحلول ! بل ومن المحزن أن الجامعات اليوم مازالت تمثل ” الضرع ” الذي تتغذى منه البطالة ، بدليل أن تلك الأقسام التي تجاوزها سوق العمل من عقود مازالت إلى اليوم مشرعة الأبواب ، توجه لها الطالبة عنوة ؛ لتعيش هي ، ويموت مستقبل الطالبة !!
فليت شعري : ماذا لي أن أقول ، وكل هذا الكم من الخريجات العاطلات يناشدن هنا وهناك بصوت مبحوح ، وقلب موجوع ، وواقع يتحدث بلسان الحسرة من تبعات بطالة ، وملازمة أربعة جدران ، وشباك وحيد حديثه الانتظار ، ولكن إلى متى ؟! وقد مضى العمر ، وحبر الوثيقة قد بهت ، وكأنه يشارك الخريجات المواساة في وقت قرار المسؤول مازال يبحر بعيداً عن شواطئ الحل ، أو قل خبر البشارة مازال في مرحلة المهد ؟
إن من أهم ما يمكن تصنيفه من الحلول العاجلة لبطالة الخريجات تحديد سن تقاعد المعلمة بعشرين سنة ، وفي ذلك ما يحرك طابور العاطلات ، فضلا عما سيعود به القرار على المعلمة المتقاعدة من أثار إيجابية ، بعد عطاء عقدين من الزمان .
كما أن في استثمار مباني المدارس الحكومية بافتتاح مدارس مسائية تحقيق لمصلحتين هما :
استقطاب أكبر قدر من الخريجات العاطلات ، وتخفيف العبء المدارس الصباحية ، التي أصبحت الفصول فيها أشبه ما يكون بعلبة السردين ، ولا يخفى ما لذلك من تأثير على التحصيل ، ومن ثم ضعف الخريجات التي أصبحت سمة تعليم اليوم !
فيما تظل هنالك الكثير من الرؤى والحلول ، ينتظر أن تفتح أمامها الوزارات المعنية الأبواب تحت لافتة: المشروع الوطني للقضاء على البطالة ، عندها سندرك أننا وضعنا أقدامنا في بداية الطريق الصحيح ، والخطوة الأولى التي يحق لنا معها أن نقول : استبشروا يا معشر العاطلين والعاطلات بدلا من البقاء في دائرة ردح : عمركم شفتم ابنة مسؤول عاطلة ؟! وفال البطالة مكافحة ،،،
خالد بن مساعد الزهراني
الين متى وحنا مظلومات مقهورات متى ناخذ حقنا ونتوظف متى نفرح في بلدنا متى اروح الدوام