يَترقب أكثر من 500 ألف مُعلم ومُعلمة نتائج اجتماع اللجنة الثلاثية المُكلفة بوضع سِلم رواتب المعلمين والمعلمات، والتي لا أحد يعلم تحديدًا متى تنتهي تلك اللجنة ..؟! ما بين متوقع أنه سيتم وضعهم على سُلم المراتب بدلًا من سلم المستويات التعليمية، وهذا يعني خصم بدل التدريس، والذي يعول عليه كثيرًا المعلمين والمعلمات في عدم خصمه أو المساس به !! يأتي ذلك على الرغم من نفي مصدر بوزارة التعليم ما يُشاع على مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود توجه لتقليص أو خفض رواتب المعلمين والمعلمات !! مؤكدًا أن مثل هذه الشائعات التي لا أساس لها من الصحة تُسهم في إحباط المُعلمين الذين يمارسون عملًا كبيرًا داخل مدارسهم لبناء عقول الأجيال التي تُمثل مستقبل هذا الوطن، بحسب ما نُشر في الصحف وقتها ..!! كما أن بعض منسوبي التعليم من معلمين ومعلمات لجأ نسبة كبيرة منهم إلى طلب التقاعد في مختلف المناطق، خاصةً ممن تجاوزت مدة خدمتهم 25 عامًا، وهذا مؤشر خطير قد يُعيدنا إلى مرحلة الصفر في الاحتياج في تغطية العجز في التعليم في ظل الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وفي ظل إيقاف التوظيف من مطلع السنة الهجرية الجديدة ..!
ولذلك يأمل منسوبو وزارة التعليم من منسوبي المدارس أن يكون لوزيرهم الدكتور أحمد العيسى وقفةً للجهات المعنية الثلاث، وهي وزارة الخِدمة المدنية، ووزاتي المالية والتعليم في عدم المساس بكادرهم الوظيفي، مثلما كان للدكتور عبدالعزيز الخويطر- رحمه الله – الوزير الأسبق لوزارة المعارف آنذاك وقفة مع وزير المالية في عهد الملك فهد -رحمه الله – في التذكير بأن بدل التدريس وسلم رواتب المعلمين هو ميزة لهم نظرًا لما يكابدونه في هذه المهنة الشاقة، والتي تعني بتربية العقول قبل الأجسام، بحسب ما ذكر ذلك وكيل وزارة التربية والتعليم في عهده الدكتور عبدالعزيز الثنيان في مقاله له في صحيفة الحياة .. فهل سيكون لوزير التعليم الحالي تأثيرًا على قرارات تلك اللجنة إيجابيًّا فيما لو تدخل للعمل لصالح المعلمين والمعلمات ؟!
وخِتاماً .. المعلمون والمعلمات والإداريون والإداريات من منسوبي المدارس، مثلهم مثل بقية موظفي الوطن العزيز على قلوب الجميع لا يمكن أن يتخلوا عن الوقوف مع بلادهم في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، على الرغم من كونهم لا ناقةً لهم ولا جمل في تلك الأزمة، إلا أنهم يستشعرون دورهم وواجبهم الوطني؛ ولذلك هم يتمنون في عدم تغيير كادرهم الوظيفي المتمثل في بدل التدريس، ولا غيره من البدلات والتي هي حق أصيل لهم، لما يبذلونه من جهدٍ كبيرٍ لا يجهله إلا حاقِد أو جاهل في تربية النشء، وإلا لما أُعطوا تلك الميزة منذ ما يقرب من 40 سنة خلت، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينعم على هذه البلاد بِنِعَمْ الأمن والرخاء والازدهار في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله تعالى ..
ماجد الحربي