المقالات

لو صلى الوزير على الفقيد

 

     لو صلى الوزير على الفقيد؛ لما نقص منه شيء ولما زاد في الفقيد شيء، سيأتي الوزير محترما ويغادر محترما، وسيدخل الطالب مهند بن متعب الزهراني قبره ليس معه إلا عمله ودعاء أبويه ودمه الطاهر الذي سُفح تحت عجلات سيارة منفلتة، ولو صلى الوزير على الفقيد لكسب أجرا لا خلاف حوله وقام في الوقت نفسه بدور تربوي خلّاق يعادل في أثره فعل سنوات من الدرس والتحصيل.

        التعليم أيها الأصدقاء ليس مجرد وزارة بل هو حياة تتخلق أمام أعيننا ثانية بثانية، هو الماضي حاضرا، والحاضر فاعلا، وهو المستقبل نكاد أن نراه وأن نسمعه وأن نلمسه، والطالب أيها الأصدقاء هو محور تلك الحياة، الكل مجند من أجله، لولا الطالب ما كانت المدرسة ولا مبانيها ولا موظفيها ولولاه ما كانت هناك وزارة للتعليم ولا وزير للتعليم ولا إدارات للتعليم.

        ولقد حزنت والله على موت مهند، ثم تألمت كثيرا عندما علمت أن أحدا من التعليم لم يحضر مصليّا أو معزّيا، تمنيت لو جاء الوزير لتكون حروف الدرس أنصع بياضا، أو ينيب عنه من ينيب ليعلم الناس (كل الناس) أن التعليم أسرة واحدة وأن الدرس مستمر داخل الفصل وخارجه وأن ألسنة الحب الحقيقي لا تتحرك إلا في وقتها الصحيح، والله المستعان.

محمد ربيع الغامدي

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. أجاد الكاتب وهو ذلك المتمرس تربويا وخلقيا وأدبياً ، وهو بهذا يؤكد على أخلاقيات المهنة ، فإذا كان صاحب الدار وهو الأنموذج والمحتذى به ترك الأوجب لمادونه وأعني بذلك الوزير حفظه الله ، فعلى قيمنا السلام ، والكل من الوزير حتى نصل الغفير أتينا من أجل ذلك الطالب ، ولولاه بعد الله لما أخذنا مربوط آخر الشهر ، كما أنه الأمل القادم لعل الله سبحانه وتعالى أن يخرج من رحم هذه الأمة من يعلي لواء شأنها ، وسنداً لولاة الأمر في هذا الزمن العاصف . لقد أجاد الكاتب في جمل تقطر أسى ، ويجمل القول في عباراته ويراعه الراقي .

  2. قد نلتمس العذر للوزير بحكم تواجده خارج مدينة جدة ، لكن كان بالإمكان إيصال مشاعر الحزن والمواساة بواسطة مدير ادارة التربية والتعليم بجدة ، لكن للأسف الشديد شيئا من هذا لم يحدث . ومثل هذا التصرف التهميشي يضّعف العلاقة بين المجتمع والوزارة .
    ايضا هناك خمسة من زملاء المرحوم مهند مازال البعض منهم يرقد على السرير الأبيض ، فهل قامت الوزارة بالاطمئنان عليهم ؟ ام مازالت غارقة في النوم ؟

  3. العزيزان محمد ومتعب ، دام حضوركما البهي ودام هذا التواجد الذي يسند الحق والخير والجمال دائما .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى