الصحافة لم تعد تؤكل عيشا .. وامبراطورية الصحافة بدأت تتهاوى وتسقط من عروشها واحدة تلو الاخرى ..هذه حقيقة ظهرت بوادرها في الاعلام الغربي الذي سرعان ماتنبه لها وعمل على تنويع مصادر دخله ونجحت اغلبية الصحف الغربية على الثبات بفضل سياسة مجالس اداراتها بعيدة المدى ..
في صحافتنا مجالس ادارة متقوقعة منذ نحو 30 عاما تخرج من الباب لتعود من الشباك تارة في عضوية مجلس الادارة واخرى في الجمعية العمومية للمؤسسة وهي من يسيطر على العمل البرغماتي الخفي في المؤسسات الصحفية والضحية عادة الصحفي الذي يكابد الامرين ثم يخرج بخفي حنين .. بين عامي 34 و 35 بعد الاربعمائة والف تسنم الدكتور ناصر الطيار مجلس ادارة صحيفة المدينة وعرف عن الرجل الكثير من النجاحات في عدة مجالس ادارية .. كانت فرصة عظيمة ان يكون هذا الرجل على ادارة اعرق مؤسسة صحفية بعد صحيفة البلاد خاصة وقد عانت كثيرا وكادت ان تفلس لدرجة ان المحاسب القانوني رفض اصدار ميزانيتها لانها تجاوزت حد الخسائر الذي وصل الى 70% تقريبا ..
قدم الدكتور ناصر ببراعة أفكار تسويقية جميلة ووضع خططا استراتيجية بعيدة المدى منها بناء مجمع تجاري ضخم مع برج فندقي يدر دخلا ثابتا على الصحيفة على ارض المؤسسة ذاتها وكان يعمل بهمة ونشاط منقطعتي النظير .. ادرك د. الطيار ان ساعات الزمن تتسارع في سقوط امبراطورية الاعلام وانها ستتهاوى عاجلا ام آجلا وضمن للمؤسسة بنوكا كانت ستدعم فكرته بأكثر من مئتي مليون ريال ..لكن للاسف وجد في فئة لاتريد هذا النجاح ان يجير لفكره وخرج من يحاربه ويتهمه بالفوقية والتعالي رغم ان الرجل كان يناقش اصغر موظف ويأخذ بالراي والرأي الاخر ..
ولم يجد من بد ان ينسحب ويترك الفرصة لمن تعالت اصواتهم حتى اضحت على ماهي عليه في تضخم واضح للمصروفات والرواتب والانتدابات الغير مبررة لبعض قياداتها .. لااريد الاسهاب في هذا الصدد فهناك ادارة هي اولى بنتائج عملها الذي سيظهر للعيان ولابد ان تحاسب من قبل الجمعية العمومية التي يغلب عليها التكتلات لإنجاح من يريدون واسقاط من لايريدون دون النظر لمصلحة نجاح المؤسسة ..
بيد اني اتحدث عن عموم مجالس ادارة الصحف المحلية وفيها رؤساء مجالس تجاوز عنهم الزمن في العمر والفكر والطرح الذي يخدم المؤسسة ..قبيل نحو 14 عاما اوقفت الحكومة الدعم الذي تقدمه للصحف حينها كانت كل صحيفة تتقاضى اكثر من خمسة ملايين ريال كدعم من اجل النهوض بمقدراتها الى مصاف الصحف العالمية لكن الحكومة لم تسال يوما اين تذهب تلكم الملايين التي كانت توزع احيانا على اعضاء مجالس الادارات .. الدعم كان هدفه النقلة النوعية لتعتمد الصحف على نفسها لكن الحال لم يتغير ولم تحظى صحافتنا بالشهرة المقررة لها خارجيا بل كنا نعاني من ويلات التهكم والهجوم من صحف عربية فارغة عجزت صحفنا في الوصول اليها .. وانصب همها على الربح المادي فقط ومع ذلك بدأت تتهاوى الواحدة تلو الاخرى على خجل واستحياء ..
اليوم لابد من البوح بالحقائق والحكومة تعمل جاهدة على رؤية 2030 لنخرج من رحم المعاناة واستميح سمو ولي ولي العهد الامير الشاب والمتقد فكرا وعلما وهو اليوم رئيس المجلس الاقتصادي ان يلتفت سموه ايضا الى وضع المؤسسات الصحفية التي تتهاوى وان يقوم المجلس مشكورا بدراسة وضع تلكم المؤسسات قبيل انهيارها الفعلي لوقف السقوط الوشيك الذي سيحل على صحافتنا المحلية وان يتم اعادة بلورة وصياغة مجالس اداراتها ليدخل الشباب المتحمس الذين عملوا في بلاط صاحبة الجلالة ومارسوا المهنة عن تجربة وعمق ليضعوا خطوط النجاح من براثن السقوط لتخرج سالمة من عنق الزجاجة الذي يكاد يعصرها لضيق جسدها .. اما ان تبقى مؤسسات صحفية مثلا تحت ادارة اكاديمي او مقاول او بائع خردوات من اجل اموالهم فهذا الدمار بعينه .وكفى ..
عبدالله الشريف
كلام سليم
لأن الصحافة داعم رئيسي وشريك في دعم وتطوير
للدولة في شتى المجالات
وإيصال المعلومه بالشكل الصحيح
لما فيه من مصلحة للدولة والمواطن
وأنا مع الكاتب لما تطرق إليه بدراسة وضع
المؤسسات الصحفية قبل إنهيارها .. ودمتم بخير
اخي الكاتب المميز عبدالله الشريف
انت تتحدث عن مشكله حقيقه في عالم الصحافه والاعلام وانت استاذ في هذا المجال .انت تدق ناقوس الخطر القادم عندما تكتب بالنص التالي :
الصحافة لم تعد تؤكل عيشا .. وامبراطورية الصحافة بدأت تتهاوى وتسقط من عروشها واحدة تلو الاخرى ..هذه حقيقة ظهرت بوادرها في الاعلام الغربي
مقال رائع ويشخص حال صحافتنا ومألت اليه .. الشكر كل الشكر للكاتب المبدع والواقعي الاستاذ / عبدالله السريف
من الموسف بحق انك تجد الصحفي المحرر الذي يبحث عن ماده وقود تلك الصحيفه وتميزها يتقتضى ملائليم لاتستغربون لو قلت ان صحفي ناجح يعمل بالقطعه كان بتقصى 300ريال بالشهر بينما مدير المكتب يتحاوز ال 20 سياسه اداره الصحف غير موفقه ومصيرها الفشل دام تدار بتلك العقليات فمن ليس لهم علاقه بالصحافه يتولون القياده
موسف بحق ان محررا صحافيا يتقاضى ملاليم وقياده تتقاضى اكثر من رواتب وزراء فشل ذريع ان لم يتدارك الامر
للاسف صحافتنا غير مواكبة ابدا لما يحدث في بلادنا من نهضة وتطور وتطلعات وطموحات كبيرة للقيادة وللشعب .. والسبب كما أوضحت اخي عبدالله الحرس القديم او اللوبي المستنفع والمسيطر على مفاصل الصحافة لمصالح شخصية وحسابات خاصة قد لاتتجاوز احيانا مايدخل في جيوبهم التي لاتمتلي ابدآ.. لعل النموذج الذي طرحته لصحافتنا خير شاهد على مانقول
اؤكد على ماقلته وازيد صحافتنا بحاجة الى انعاش لتستعيد حياتها او بمعني ادق بحاجه الى تدخل مبضع الجراح فيها ليزيل الورم الخبيث لتواكب ماتشهده بلادنا من تقدم ومن رؤية طموحه كل ماقدمته لها الصحافة حتى الان استطلاعات للراي.
أصبت كبد الحقيقة يا عبد الله وللأسف حين يدير الصحيفة من لا يفقه الصحافة وخفاياها بل بدأ تعلم تلك الخفايا بعد اعتلاء المنصب وياليته يفقه بعد ٢٠ سنة في رئاسة التحرير. العنوان الأبرز لأغلب الصحف: مصلحة مجلس الإدارة ورئيس التحرير أهم ولو احترقت الصحيفة.
صدقت ولهذا الأمر سلبيات عديدة ستتمثل في تسريح الآلاف من العاملين في مجال الصحافة إن لم تتحرك المجالس، من المهم على وزارة الإعلام أن تضع وبشكل عاجل خطة تحول لهذا المؤسسات من ورقية إلى إلكترونية من خلال الإستفادة من خبرات من سبقونا في هذا التحول في دول العالم الأخرى، يجب ان يكون للتحول محددات زمنية، أما ثقافة تنوع الدخل بالاستثمار في العقار على سبيل المثال في هي الطريقة الأمثل لضمان استقلالية وقوة واكتفاء مؤسسات الصحافة ماديا في ظل ضعف مردود الإعلانات على الصعيدين الورقي والإلكتروني.
ومن المهم جدا علينا كدولة في طور البناء الثقافي قبل العمراني أن نحافظ على استمرارية هذه المؤسسات خصوصا العريقة منها لما تملكه من خبرات وما تقدمه من جهود تساهم في نمو الفرد ثقافيا واجتماعيا وفي حماية الدولة إعلاميا مع ملاحظة أن السياسة بين الدول سلاحها الإعلام.
الآن أصبح أهمية انتقاء مجالس هذه المؤسساء أحم من ما سبق بكثير، من الضروي تجديد الدماء وإشراك عقليات العلوم الجديدة من أبناء الوطن.
أبدعت كعادتك أستاذ عبدالله وأتمنى لك التوفيق.
مقال ممتاز اخي عبدالله، كما هي عادتك في الطرح الجاد، لكن صدقني انه مهما تم عمله لن ينقذ هذه للمؤسسات البايته شي، لانها البوم تواجه عصر السوشل ميديا الذي قلب كل المفاهيم فيما يخص العمل الصحفي عموما، الالكتروني يلغي الورقي وهي أمر طبيعي، وسنة كونية، حتى عالميا عدد من الصحف في امريكا الغت الورقي وتحولت الى النشر الالكتروني فقط، واخرى فقلت، وثالثة باعت مؤسساتها، والايام القادمه كفيلة باثبات ذلك، تحياتي لك.
اخي عبدالله دائما الضحية الصحفي المتفرغ واعضاء مجالس ادارات الصحف جلادين لا يهمهم الا مداخيلهم علي حساب العاملين الغلابة، اما الانظمة فهي للاسف تتعامل مع المؤسسات الصحافية مثلما تتعامل مع محلات السباكة وصحفيوها مثل عمال تلك المحلات لا نظم تحمي ولا قانون يحمي الحقوق فلا تتفاءل كثيرا حتى الامير الشاب سيحيل المؤسسات الصحافية وانظمتها الى وزير عمل يعمل لمصالح الجلادين علي حساب الغلابة والى وزير اعلام فجاءة صحي من النوم لقي نفسة وزير بل وزر على الاعلام فماذا سترجي انا سبق ان غسلت ايدي بالقاز بعد، سيبقى الحال على ماهو عليه وستنهار المؤسسات الصحافية وربما تتحول الى محلات شاورما ربما افيد على الاقل يجدالغلابة ساندويشات شاورما يقتاتون بها وعش رجبا ترى عجبا
اما بالنسبة للموسسات الصحافية فينبغي عليها ان تطور من ادواتها وتعي ان المرحلة الان هي مرحلة الاعلام الجديد وتعيد ترتيب اولياتها ولتستفيد من تجربة صحيفة الهافينقتون بوست من مدونة اصبحت من اشهر منصات النشر الاليكترونية لدرجة انها عرضت عام 2014 بماقيمته 4 مليارات دولار حتي ان صحف اوروبية وامريكية تحولت الي الالكترونية رغم ان بعض منها تجاوز المائة عام ومع ذلك تماشت مع التطوير والمرحلة واوقفت الاعلام القديم انتقلت للحديث وحققت ملايين الدولارات كارباح اعلي مما حققته ابان الاعلام القديم، وحتي تستفيد الموسسات الصحافية من هكذا تجربة ينبغي علي ملاكها ازاحة العقليات المتكلسة والمتحجرة ذات التفكير العتيق المتعنت وايكال المهمة الي عقليات متفتحة فاهمة لهذه المرحلة تعي ماذا يعني اعلام حديث وتستطيع ان تنمي موارد تلك الموسسات وتنقذها من الغرق بعيدا عن التنظيمات التي تقر من اعلي هرم السلطة في البلد