لُجة الأيقونات
منطق الطير: “تعيش الحقيقة في خضم الخديعة” – فريدريش شيلر
تسعى كثير من المؤسسات الرسمية والأهلية والدوائر العدلية والشرطية في الآونة الأخيرة وفي عدد من الدول العربية للتحذير من مادة سُمية ذات تراكيب مجهولة تتميز بكونها ذات أثر مخدر، وخطير على سلامة العقل والجسد، والبنية الذاتية والمجتمعية –تأتي أُكلها في وقت قصير- تدعى “الجوكر”، غزت الأسواق على حين غفلة!!، وغدت في متناول الصغار قبل الكبار، كونها تتخذ من شكل الحلوى والجهل بها وسيلة للتغرير بالملايين من أجل بلوغ السعادة المزيفة، في زمن عصيب يمُوج باليأس والفتن.
شارك الإعلام بمختلف أدواته ووسائله في تلك الحملة، ولعبت شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات التفاعل المجتمعي بوسمها (إعلامًا جديدًا) وفعلاً حراكيًا وثقافيًا يتشكل، دورًا لا بأس به من أجل التوعية بذلك الخطر المحدق بأجيال كاملة يمكن أن تدمر في أيام معدودة بفعل تلك السموم، وهذا أمر طيب لا شك!، فأحد أهم وظائف الإعلام تقليديًا كان أو تفاعليًا وتواصليًا التوعية بالأخطار المحدقة والتنبيه على الظواهر السلبية، واقتراح الأفكار والحلول لحاضر آمن ومستقبل مزدهر.
لكن الغريب في الأمر أن ذلك التجند من أجل محاربة ظاهرة المخدرات بشكل عام، والتي بدأت تتسرب في بنية المجتمع العربي من خلال المدارس والجامعات وبأشكال علانية أو تحايُلية سيغدو بلا أثر ولا فائدة، إن لم نقل أنه سيتحول مع مرور الوقت إلى وسيلة لترويجها وتطبيعها وتحبيبها للعامة!!، إذا ما استمر عبث كثير من الإعلام والشبكات الاجتماعية بالعقول من خلال البرامج والأفلام والمسلسلات و”الهاشتقات” و”القروبات” ونكت “المحششين”!!، بل والأخطر من ذلك كثير من أفلام الكرتون وبرامج ولعب الأطفال.
إن العقول التافهة غير المحصنة والتي يُسعى لتشكيلها وبقصدية مبرمجة من خلال ضخ إعلامي وحراك تفاعلي مركز، لا يمكنها بحال من الأحوال أن تكون بمنأى عن أدوات الهدم والانسياق العفوي نحو التهلكة، وككرة الثلج لن تتوقف عند تهلكة ذاتها وإنما ستنحدر تراكمًا لتهدم كل ما يواجهها، لذا وجب الكف عن هذا الاستغباء من خلال التظاهر بالحرص المزيف على عقول المجتمع، بينما تُسهم الخطط والاستراتيجيات في كثير من مؤسساتنا الإعلامية وفاعلي الشبكات التواصلية على تدمير العقل عبثًا بوعي الناس وأخلاقهم.
خبر الهدهد: بنت ترامب!!!
عبدالحق الطيب هقي
مقال جيد يستهدف التوعيه للمجتمع والتاكد من كل ما يعلن عنه
يستحق القراءه