(مكة)- هيثم محمد
حذر خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة، ورئيس هيئة الصحفيين السعوديين من الأوضاع المتأزمة التي تمر بها المؤسسات الصحفية ودعا إلى المصارحة وسرعة إيجاد الحلول من الآن وإلا وصلت الصحافة في المملكة إلى حالة من الغيبوبة التامة لا يصلح مع مرضها مشرط الطبيب الجراح .
وأكد المالك أن الصحف تأثرت بشكل كبير بسبب انخفاض حجم الإعلانات في الصحف المحلية بعد تراجع حصة الإعلانات في المملكة والتي لم تعد بذلك الحجم الذي كانت عليه في السابق بعد أن قلصت الشركات والمؤسسات والبنوك ميزانياتها للإعلان عن منتوجاتها وخدماتها وقد انعكس هذا على تقليل عدد صفحات الصحف ، وربما لجأ بعضها إلى تقليص كمية المطبوع منها، فضلاً عن أن مواجهة نقص الإعلان تطلب من بعض الصحف إعادة هيكلتها، وبالتالي الاستغناء عن بعض الصحفيين والكتّاب والإداريين فيها والتي لم تفعل ذلك من المؤسسات الصحفية استخدمت أساليب أخرى للترشيد في المصروفات.
ودعا المالك في مقالتين بصحيفة الجزيرة إلى عدم اللجوء للحلول السلبية والتفكير والتخطيط والعمل لكي لا تموت الصحافة الورقية معترفاً أن لدى المؤسسات الصحفية مواقعها ومنتوجاتها الإلكترونية في مختلف التخصصات ولكن هذه المنتوجات لا ترتقي حتى الآن إلى المستوى الذي يمكن أن تكون فيه بديلاً للصحافة الورقية وبالتالي فإن موت الصحافة الورقية قبل ظهور البديل الجيد هو واقع صادم واستغرب المالك من أن المؤسسات الصحفية ووزارة الثقافة والإعلام لم تتعامل مع هذا الهم الكبير والمستقبل الغامض بما ينبغي أن يكون علاجاً لمشكلة تتصاعد بوتيرة سريعة، ولم تبحث الوزارة ولا المؤسسات الصحفية عن حلول فاعلة، وربما أنها لم تكلف نفسها بالتقصي لتتبع الأسباب، والتفكير بما ينبغي أن تواجه به المشكلة والتصدي لها في وقت مبكر. وينتظر القراء والصحفيون والمهتمون المقالتين التي سيكتبهما المالك في ذات الموضوع طرحا يوضح طريقة التعامل مع هذا التحدي وكيف يمكن أن تتعاون منظومة المؤسسات الصحفية ووزارة الثقافة والإعلام وهيئة الصحفيين في إيجاد الحلول الإيجابية والإتفاق على آليات مناسبة للخروج من المشكلة بأقل الأضرار.