المقالات

حلب غيرنيكا العصر

قال الكاتب الأمريكي ريتشارد كوهين في مقال له نشرته صحيفة “الواشنطن بوست” السبت الماضي: “إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تسبب في مآسي سوريا وأزمة اللاجئين وصعود اليمين المتطرف بأوروبا، والأفظع من كل هذا تسبب في تشويه صورة أمريكا التي كانت تُعرف بأنها لاتسمح مطلقًا بذبح الأبرياء بهذا الحجم”.
وأضاف الكاتب كوهين إن حلب غيرنيكا العصر الراهن، وغيرنيكا هذه مدينة روحية وتاريخية في الباسك في أسبانيا قصفها النازيون والفاشيون؛ حيث ألقي عليها خمسون طنًا من القنابل المحرقة بتاريخ 27 أبريل 1937م وهي أول حادثة مأساوية يستهدف فيها المدنيون العُزل بالقنابل المحرقة نتج القصف عن حرق 20 بالمئة من المدينة، وقضت الحرائق على سبعين بالمئة من الباقي جراء ذلك الحدث الأليم، خلد تاريخها المأساوي الرسام الأسباني الشهير بابلو بيكاسو بلوحة جدارية تحكي للعالم تاريخ المأساة، ولو كان حيًّا إلى اليوم لخلد حلب بلوحة جدارية يعلقها على البيت الأبيض.
أكتفي بشهادة شاهد من أهلها، وأقول ستبقى حلب علامة سواد تطمس طلاء البيت الأبيض بسوادٍ حالك لاتمحوه السنون، وأرجو أن تستنهض هذه الحوادث الجلل أُمتي العربية لتستيقظ من السبات العميق وتتجاوز الصغائر التي جعلتها صغيرة في عيون الأمم، نستجدي عونهم ونحن قادرون على الاستغناء عنهم. سعود بن عايد الدبيسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى