المقالات

لماذا لا يحترم الطلاب الكتاب المدرسي ؟!

التعامل مع الكتاب المدرسي بالشكل الذي أصبح مع الأسف معتاداً هو هدر كبير للمقدرات الضخمة التي ترصدها المملكة لطباعته وتوفيره بهذه الجودة شكلاً ومضموناً لما يقارب ستة ملايين طالب وطالبة في التعليم العام كما يعكس هكذا سلوك مستوى المنظومة التعليمة من حيث استراتيجية الوزارة وخططها وبرامجها لأن هذه الطريقة التي يلجأ لها الطلاب كل عام للتخلص من كتبهم الدراسية بشكل أصبح يمثل ظاهرة تعكس إلى حد بعيد المستوى التعليمي للطالب و تعطي فكرة مستقبلية عن مخرجات هذه المنظومة التعليمية وهذا واقع يصعب إنكاره .
سبق أن طالب مشرفو ومشرفات المقررات المدرسية بإدارات التعليم بمناطق ومحافظات المملكة في لقائهم الأول بدراسة إمكانية طباعة الكتب في المناطق التعليمية الكبيرة تحت إشراف إدارة المقررات وأشاروا إلى أهمية العمل على الاستفادة من الكتاب المدرسي والحفاظ عليه لاستخدامه في العام المقبل، وتحديد مدة صلاحيته لمدة ثلاث سنوات على الأقل.
كما وضعوا وصفا للكتاب المدرسي الذي يجب أن يتسلمه الطالب منوهين بأهمية دمج كتابي الطالب والنشاط لتخفيف العبء على الطالب، إلى جانب تصميم برنامج حاسوبي يساعد على ترحيل الكتب بطريقة تقنية منظمة ودقيقة.
و في ظل سياسة الترشيد التي تتبعها المملكة هل وضعت وزارة التعليم استراتيجية للحفاظ على الكتاب المدرسي وصونه ؟ هل تعمل الوزارة على توعية الطلاب بالمراحل والجهود الكبيرة التي يمر بها الكتاب المدرسي قبل أن يصل لأيديهم ؟ هل يدرك الطالب الكلفة التي تتحملها الدولة سنويا لتوفر له الكتاب المدرسي ؟
لن يدرك الطلاب أن الحفاظ على كتبهم المدرسية هو معيار أخلاقي وحضاري وواجب وطني إن لم تدرك الوزارة هذا المعنى وتعمل من أجل غرسه في الأجيال القادمة ! هذه حقيقة يجب أن تكون راسخة لدينا كمعلمين وأولياء أمور ومسؤولين ومهتمين .
نتمنى أن يأتي قريباً اليوم الذي لا نرى فيه الكتاب المدرسي يلقى في حاويات القمامة ويمزق ويمتهن بعد انتهاء الاختبارات في كل عام دراسي .

هيثم صوان

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كلام جميل جدا

    نتمنى الاستغناء عن الكتب الورقية قريبا والاستعاضه عنها بأجهزة ذكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى